أرسل الله سبحانه وتعالى إلى الخلق الرّسل والأنبياء، وأنزل عليهم الشّرائع والرّسالات السّماويّة التي تبيّن لهم المنهاج الواضح، والطريق المستقيم الذي لا لبس فيه، وقد كان من مقاصد تلك الشّرائع وأهمّ غاياتها تحقيق خمس ضروراتٍ لا تصلح حياة البشر ولا تستقيم دون الحفاظ عليها ورعايتها، فما هي تلك الضّرورات الخمس؟ وكيف حفظت الشريعة الإسلاميّة التي هي خاتمة الشرائع هذه الضرورات؟
مفهوم الضرورات الخمس وأهميّتهاأكّد العلماء المسلمون على مقاصد الشّريعة الإسلاميّة التي جاءت من أجل تحقيقها وهي: حفظ النّفس، والدين، والعقل، والمال، والنّسل، وقد سُمّيت هذه الأمور بالضرورات لأنّها أمورٌ لا تستقيم حياة البشر ولا تتمّ دون وجودها، فالإنسان لا معنى لحياته دون الدين الذي ينظّم علاقة العبد بربّه، وعلاقته مع غيره، ويضع له الأحكام التي تنظّم شؤون حياته وفق شريعة الله ومنهاجه، وكذلك الحال مع النّفس التي هي جوهر حياة الإنسان وسببها، فالإنسان عندما يتعدّى على نفسه فتزهق روحه أو يدركه الموت فهو يفارق تلك الحياة بنعيمها وملذاتها وجميع صورها، وينقطع عنه التّكليف، وكذلك الحال مع العقل الذي يُعتبر ضرورة للنّاس جميعاً؛ لأنّه أداة الإدراك والفهم والتّعلم، وضرورة المال تتمثّل أهميّتها في كونه وسيلةً لا بدّ منها لقضاء حاجات الإنسان، وتيسير سُبل العيش له، وأخيراً النّسل والعرض الذي هو ضرورة لأنّه يُعبر عن سلامة الأنساب ونقائها من الدّنس والاختلاط والعبث.
مظاهر رعاية الشريعة الإسلاميّة للضرورات الخمسلا شكّ بأنّ الشّريعة الإسلاميّة قد رعت الضّرورات الخمس من خلال منظومةٍ تشريعيّةٍ متكاملةٍ من الأحكام والقوانين، ومن أبرز مظاهر هذه الرّعاية:
المقالات المتعلقة بمفهوم الضروريات الخمس