مفهوم العولمة والهوية الثقافية

مفهوم العولمة والهوية الثقافية

محتويات
  • ١ العولمة والهوية الثقافيّة
    • ١.١ مفهوم العولمة
    • ١.٢ مفهوم الهوية الثقافية
    • ١.٣ العلاقة بين العولمة والهوية الثقافيّة
العولمة والهوية الثقافيّة

تُعرَّف العولمة الثقافية بأنّها محاولة دولة قويّة تعزيز ونشر ثقافتها على بقية دول العالم باستخدام مجموعة من التقنيات الاقتصادية والتقنية والعلمية الحديثة، من خلال التأثير في النمط السلوكي والفكري والثقافي للناس، ومحاول إلغاء مجموعة القيم والعادات التي يؤمنون ويعتزون بها، فما هو مفهوم العولمة؟ وما هي الهوية الثقافية للمجتمع؟ هذا ما سنعرفكم عليه في هذا المقال.

مفهوم العولمة

العولمة هي مصطلح عربي جديد مترجم عن المصطلح الإنجليزي globalization، وعلى الرغم من استخدام بعض الأدباء والكتاب مصطلحات أخرى للدلالة عليها مثل كوكبة، وتعولم، وشوملة، والكونية، إلا أنّ مصطلح العولمة هو الأبقى والأكثر انتشاراً في العالم العربي، وتعريفات العولمة عديدة ومختلفة حتى أننا لا نجد تعريفاً جامعاً شاملاً لها، فنجد مفهوماً لها عند الاقتصاديين ومفهوماً آخر عند علماء الاجتماع، وكذلك عند السياسيين وغيرهم، لكن يمكننا تقسيم هذه التعريفات إلى ثلاثة أنواع هي :

  • العولمة ظاهرة اقتصاديّة: وضع الصندوق الدولي تعريفاً للعولمة من الناحية الاقتصادية بأنّها تعاون دول العالم في تنمية الاقتصاد العالمي، والذي يفرض أن يزداد التبادل السلعي والخدماتي بين المجتمعات المختلفة بغض النظر عن اختلاف الحدود الجغرافيّة للدول.
  • هيمنة دولة ما: تعميم نمط فكري وحضاري خاص بدولة معينة دون غيرها على بلدان العالم أجمع.
  • ثورة تكنولوجيّة واجتماعيّة: عرّفها البعض بأنّها التداخل الواضح في الأمور الاقتصاديّة، والسلوكيّة، والثقافيّة، والسياسيّة، دون النظر إلى الحدود السياسية للدول، أو أنّها الشعور بالانتماء إلى بلد معين دون الحاجة إلى إجراءات قانونية وحكومية.

نستنتج أنّ العولمة كلغة هي تعميم شيء ما ليكتسب صفة عالمية مشتركة بين جميع دول العالم، وكمصطلح يُمكن تعريفها بأنّها سيادة وتفوّق نموذج من النماذج الاقتصاديّة، والسياسيّة، والفكريّة، والاجتماعيّة على المستوى العالمي وهي ظاهرة مرتبطة بالحضارة الغربية تفرض ثقافتها وسياستها واقتصادها.

مفهوم الهوية الثقافية

ظهرت مجموعة من الدراسات الحديثة التي تطرقت إلى مفهوم الهوية الثقافية، ولتحديد مفهومها لا بدّ أولاً من معرفة تعريف الثقافة ومدى ارتباطها وعلاقتها بالهوية الثقافية، وتُعرّف الثقافة بأنّها مجموعة من القيم، والتقاليد، والعادات، والآمال، والطموحات، والإبداعات، والرؤى المستقبلية المتجانسة التي تُعبر عن فئة معينة من الناس أو مجموعة من البشر الذين يعيشون في مجتمع ما تربطه مجموعة من الخصائص والصفات الفكرية والسياسية والدينية.

في طور ذلك نستنتج أنّ الهوية الثقافية عبارة عن نظام ثقافي وكيان متطور يتميز به مجتمع دون غيره من المجتمعات الأخرى، وللهوية الثقافية ثلاثة مستويات هي: هوية فردية، وهوية جماعية، وأخرى تسمى وطنية.

العلاقة بين العولمة والهوية الثقافيّة

تسعى العولمة إلى نقل الثقافات والأفكار إلى أنحاء العالم لخلق مجموعة من المفاهيم والمصطلحات الإنسانية المشتركة بين مناطق مختلفة، وبالتالي فإنّ العولمة تهدف إلى خلق عالم بثقافة تنصهر شيئاً فشيئاً في ثقافة دولة أكثر هيمنة من الناحية الفكرية والحضارية ألا وهي ثقافة الغرب في وقتنا الحاضر، ومن مظاهر تأثير العولمة الثقافية في الهوية الثقافية للمجتمعات ما يأتي:

  • التأثير اللغوي: استخدام لغة مرتبطة بالدولة المهيمنة كلغة أم، بحيث تنتشر هذه اللغة في المقررات الدراسية وتُستعمل في وسائل الاتصال والإعلام والتخاطب اليومي.
  • التأثير الخلقي: انتشار أفلام، وصور، وفيديوهات على شبكة الإنترنت، ووسائل الإعلام، والتلفاز وفق أخلاق الدولة المهيمنة، مما يؤدي إلى تدهور القيم الأخلاقية في مجتمعات ما زالت تحتفظ بقيم مغايرة ومختلفة كلياً عن قيم دول الغرب.
  • التأثير القيمي: محاولة جعل عادات اللبس، والمأكل، والشرب واحدة في كلّ أنحاء العالم.

المقالات المتعلقة بمفهوم العولمة والهوية الثقافية