الكرش هو عبارة عن دهون متراكمة في منطقة البطن، وهو مشكلة تؤرّق الكثيرين، ويراكم الجسم الدهون بشكل زائد عندما تكون السعرات الحرارية المتناولة أكبر من السعرات الحرارية التي تُحرق، وعندما تتراكم الدهون إلى مستوى يتعارض مع الصحة، فإن الشخص يعتبر مصاباً بالسمنة، ويتم تشخيص السمنة باستخدام مؤشر كتلة الجسم، حيث يعتبر الشخص مصاباً بالسمنة في حال كان مؤشر كتلة الجسم لديه 30 كجم/م²، في حين يعتبر الشخص مصاباً بزيادة الوزن عندما يكون مؤشر كتلة جسمه ما بين 25-29.9 كجم/م²، ويتم حساب مؤشر كتلة الجسم بقسمة الوزن بالكيلوجرام على مربع الطول بالمتر.[١]
وعندما تتركز الدهون الزائدة في تراكمها في منطقة البطن يطلق على السمنة مسمى السمنة الوسطية، ويعرف شكلها بالسمنة الذكورية أو بشكل التفاحة،[١] والتي تعرف لدينا بالعامية بالكرش، وترتبط السمنة الوسطية ارتباطاً مباشراً بالإصابة والوفاة بالعديد من الأمراض المزمنة، مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والشرايين، والسكتة الدماغية، وبعض أنواع السرطان؛[١] وذلك بسبب تراكم الدهون حول الأعضاء الهامة، حيث إنّ الدهون المتراكمة تفرز السيتوكينات الالتهابية (inflammatory cytokines)، في حين إنّها تقلل من إفراز الأديبونيكتين (adiponectin) الذي يقاوم الالتهابات، والذي يقاوم أيضاً السكري وأمراض القلب والشرايين.[٢] ويتم تشخيص السمنة الوسطية بزيادة قياس محيط الخصر لدى الرجال عن 102 سم ولدى النساء عن 88 سم.[١]
كيفيّة توزيع الدهون في الجسميحتوي الجسم على نوعين من الدهون، الأول هو الدّهون الأساسية التي تمثل نسبة 3% من دهون جسم الرجل ونسبة 12% من دهون جسم المرأة، والتي يحتاجها الجسم للقيام بوظائفه الطبيعية، ويوجد هذا النوع من الدهون في نخاع العظم والقلب والرئتين والكبد والطحال والكلى والعضلات وبعض أنسجة الجهاز العصبيّ، أما النوع الثاني فيمثل الدهون المختزنة في النسيج الدهنيّ، وهي موجودة تحت الجلد وحول الأعضاء الداخلية، وتقوم هذه الدهون بدورين، الأول هو حماية الأعضاء الداخلية التي تحيط بها، والثاني هو أنها تشكل المخزون الرئيسي للطاقة في الجسم.[٣]
عوامل تزيد من تراكم الدهون في البطنومن العوامل التي ترفع من فرصة تراكم الدهون في منطقة البطن والإصابة بالسمنة الوسطية:[١]،[٤]
إن أول طرق التخلص من الكرش تكمن في خسارة الوزن، حيث إنّ الدهون المتراكمة في منطقة البطن تشكل وزناً زائداً يتم التخلص منه عن طريق اتباع حمية صحية متوازنة ومتنوعة مع ممارسة الرياضة ورفع مستوى النشاط البدني، بالإضافة إلى علاج السلوكيات التغذوية الخاطئة بشكل تدريجي بعد وضع خطة منطقية وواقعية.[١]
ولكي تتم خسارة الوزن، يجب أن تكون السعرات الحرارية المتناولة أقل من تلك التي يحرقها، وذلك حتى نجبر الجسم للجوء إلى الدهون المتراكمة للحصول على الطاقة التي تلزمه، والتي لم يحصل عليها من الطعام. كما يجب أن تكون الأهداف المرجوة من خطة خسارة الوزن واقعية، دون أن تتم المبالغة في خفض السعرات الحرارية للوصول إلى خسارة وزن سريعة، والتي غالباً ما تبوء بالفشل بعد التوقف عنها والعودة إلى الحمية الاعتيادية.[١]
وتكون الحميات التي تنتج بخسارة وزن متوسطة وتدريجية، والتي تهدف إلى تعديل السلوكيات التغذوية نحو الأفضل وجعلها جزءاً من نمط الحياة، أكثر نجاحاً من تلك الخطط الصعبة التي تهدف إلى خسارة وزن سريعة، حيث غالباً ما تكون خسارة الوزن هذه مؤقتة، ويعود الإنسان ليكسب الوزن الذي فقده عند عودته إلى نظام حياته وتوقفه عن اتباع الحمية التي فشلت في تحقيق تغييرات حقيقية في نمط حياته السابق والذي نتج بزيادة الوزن من الأساس.[١]
تمارين الأيروبيك تستهدف دهون البطنوجدت العديد من الدراسات العلمية أن ممارسة رياضة الأيروبيك تستهدف دهون منطقة البطن، والتي تشمل الدهون الداخلية فيه، حيث وجدت علاقة طردية بين ممارستها وخسارة دهون البطن، واستنتج الباحثون أن ممارسة تمارين الأيروبيك هي الحل الأمثل في محاربة دهون البطن، كما وجدت بعض الدراسات أن تمارين الأيروبيك تقلل من دهون البطن الداخلية (المحيطة بالأعضاء) حتى لو لم ينتج عنها خسارة في الوزن.[٢]
ووجدت الدراسات أنّ ممارسة تمارين الأيروبيك المتوسطة الشدة إلى الشديدة لمدة 8 أسابيع تقلل من دهون البطن، كما وجدت تأثيرات إيجابية لتمارين المقاومة.[٥] ووجد أنّ الحد الأدنى من ممارسة رياضة الأيروبيك اللازم للحصول على تأثيرها في إزالة دهون البطن هو ممارسة ما لا يقل عن 10 ساعات أسبوعياً.[٢] ومن أمثلة تمارين الأيروبيك المشي السريع والهرولة والدراجة الثابتة وغيرها.[٢]
نصائح تساعد في خسارة الوزنالمقالات المتعلقة بكيف اتخلص من الكرش