قيام الليل بعد التراويح

قيام الليل بعد التراويح


قيام الليل

قيام الليل اصطلاحاً يعني التوجه إلى الله سبحانه وتعالى بسائر العبادات المشروعة خلال الفترة الممتدة بين سنة العشاء إلى ما قبل أذان الفجر، وأفضل أوقاتها في جوف الليل أي في الثلث الأخير منه.

أمّا القيام لغة فهو مصدرٌ مشتق من الفعل الثلاثي قام، أي: وقف واعتدل واستقبل القبلة استعداداً للصلاة. يكون أداؤها ركعتين ركعتين إلّا خشية فواتها، فقد روى ابن عمر رضى الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (صلاةُ الليلِ مثنى مثنى، فإذا خشي أحدُكم الصبحَ صلى ركعةً واحدةً، توتِرُ له ما قد صلى) [صحيح البخاري]، وفيما يتعلق بعدد ركعاتها فهو لم يحدد، غير أنّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يزد عن 13 ركعة.

 

مشروعية قيام الليل

تتنوع العبادات المشروعة أثناء القيام ما بين الصلاة والتضرع لله ومناجاته بالدعاء، وقراءة القرآن الكريم، وذكر الله تسبيحاً وحمداً وتهليلاً، واستغفاره جل وعلا، والصلاة على حبيبه المصطفى محمد وعلى آل بيته الكرام، وأمّا مشروعيتها فقد ثبتت في القرآن الكريم في قوله تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ ۗ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ۗ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) [الزمر: 9].

 

قيام الليل بعد التراويح

التراويح هي صلاة نافلة يتباين عدد ركعاتها ما بين 11-20 ركعة، يؤديها العبد من غير الفريضة بعد سنة العشاء في ليالي شهر رمضان المبارك، وحكمها سنةٌ مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم غير أنّه عليه الصلاة والتسليم لم يواظب عليها خشية أن تفرض على أمته من بعده فيشق عليهم أداؤها. والتراويح جمع ومفردها ترويحة، وقد جاءت تسميتها بسبب الاستراحة بين الركعات، حيث تلقى موعظة وتذكرة على المصلين ليتفقهوا في أمور دينهم ودنياهم.

يذكر أنّ صلاة التراويح في رمضان تعد قيام ليلٍ إذ إنّ وقتها يمتد من بعد سنة العشاء إلى ما قبل أذان الفجر، أي أنّها تماماً مثل موعد صلاة القيام، فيما يفضل آخرون زيادةً في العبادة والأجر والثواب وقيام الليل بعد التراويح، وهذا جائز شرعاً لا خلاف عليه، وقد يصلي المسلم صلاة القيام بعد النوم فيكون بذلك قد تهجد، فمن المعروف أنّ الفارق البسيط بين القيام والتهجد هو أنّ الأخير يكون بأداء العبادة في الليل بعد الاستيقاظ من النوم، فقد قال الحجاج بن عمرو: (يَحسَبُ أحدُكُم إذا قامَ منَ اللَّيلِ يصلِّي حتَّى يُصْبِحَ أنَّهُ قد تَهَجَّدَ، إنَّما التَّهجُّدُ أن يصلِّي الصَّلاةَ بعدَ رقدةٍ، ثمَّ الصَّلاةَ بعدَ رقدةٍ، وتلكَ كانت صلاةُ رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ) [إسناده حسن].

 

المقالات المتعلقة بقيام الليل بعد التراويح