لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى بحمده وشكره على نعمه الكثيرة التي لا تعد ولا تحصى علينا، فنِعم الله على الإنسان منذ ولادته إلى وفاته كثيرة، ومنها نعمة الذرية والبنين التي أنعم الله بها على الإنسان، فنحن لا نتصوّر أن نعيشَ بدون أبنائنا ولا نستطيع أن نتخيل الحياة بدونهم، لذلك فعلينا شكر الله وحمده على هذه النعمة ومن طرق شكر الله على نعمة الأبناء العقيقة، فقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم عنها وعن فضلها وما الأجر الكبير الذي تمنحه لصاحبها، وكيف يبارك الله في المولود الذي تُذبح العقيقة عنه.
محتوياتالعقيقة لغة هي القطع، أما اصطلاحاً فهي الذبيحة التي نقوم بذبحها بعد ولادة المولود وذلك لشكره وحمده على هذه النعمة، وقد وردت بعض التسميات الأخرى في السنة النبوية مثل التميمة، وتم تسميتها بذلك لأن الله يعمل على إتمام أخلاق المولود بها، ومن الممكن للمسلم أن يقوم بذبح الإبل أو البقر أو الماعز أو الشياه، ولكن الأفضل هو ذبح الشياه كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم لحفيديه الحسن والحسين عليهما السلام.
حكم العقيقةالعقيقة هي سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، حثنا على القيام بها في اليوم السابع من ولادة المولود، بحيث نقوم بحلق شعره في هذا اليوم ومن ثم ذبح العقيقة له، وقد جاء في الأثر أنّ النبي قد عقَّ عن الحسن والحسين، وقد ذُكر عن عائشة أنّها قالت: (أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ أَنْ نُعِقَّ عَنْ الْجَارِيَةِ شَاةً وَعَنْ الْغُلَامِ شَاتَيْنِ وَأَمَرَنَا بِالْفَرَعِ مِنْ كُلِّ خَمْسِ شِيَاهٍ شَاةٌ).
وقت العقيقةتبدأ مدة دخول العقيقة منذ ولادة المولود إلى اليوم السابع، ومن المستحب أن تكون في اليوم السابع، وإن لم نستطع القيام بها في اليوم السابع، فيفضل أن يكون في اليوم الرابع عشر أو في يوم الحادي والعشرين، وإن لم نستطيع ذلك ففي أي يوم من أيّام السنة الأولى أو الثانية، ويقوم المسلم بذبح شاتين على الولد الذكر وشاة واحدة على الأنثى، وذلك كما أخبرنا النبي، وقد اختلفت المذاهب في ذلك فالمالكية قالوا أنه يجوز ذبح شاة واحدة عن الذكر، ولكن مذهب الجمهور هو ذبح شاتين، ويجوز أن نذبح البقر وتكون بقرة واحدة مساويةٍ لسبع شياه، أو جملٍ ويكون مساوياً لسبع شياه، أي نستطيع أن نذبح بقرة عن ثلاث ذكور وأنثى واحدة، ويُفضل أن تكون الإبل ذات عمر مساوٍ لخمس سنوات أما البقر فالأفضل لها هو سنتين، أما الشاة والضأن فيُفضل أن لا تقلّ عن ستّة أشهر.
كيفية توزيع العقيقةيجوز لنا التعامل مع لحم العقيقة كما نتعامل مع الأضحية، فمن الممكن أن نقوم بتوزيع الثلث ونأكل الثلث وأن ندَّخِرَ الثلث الباقي ولكن هذا التوزيع غيرُ ملزمٍ لنا، فمن الممكن أن تفعل بها ما تشاء، فإذا أردت أن تأكلها كلها أو أن تقوم بتوزيعها كلها فلك ما تريد كما قال ابن سيرين، ومن العلماء من قال أنّك تطبخ منها ما تشاء وتهدي بعضها إلى أصدقائك وجيرانك دون الحاجة إلى التصّدق، ولكن الأفضل حسب قول العلماء التعامل مع العقيقة مثل الأضحية، فيتم توزيع ثلثها على الأقارب ويتم توزيع الثلث الثاني على الفقراء والمساكين، أما الثلث الثالث فيتم تركه إلى أهل البيت وقد قال بعض العلماء أنّه لا يفضل أن يتم توزيعها نيئة بل يفضل أن تكون مطبوخة والله أعلم.
أحكام في العقيقةإذا كان هذا الشخص لا يؤذي المسلمين ولا يجلب الضرر وكان من الأشخاص الفقراء الذين يستحقون الصدقة ولا سيما إن كان مرجواً إسلامه فإنّه يجوز لنا أن نعطيه بعضاً من لحم العقيقة، أمّا إن كان لا يأمل هدايته ولم يكن محتاجاً فالأولى أن لا يعطى.
اختلف العلماء في ذلك فمنهم من قال إنّه إذا أتمّ الولد أربعة شهور كاملة، فإنه يعق عنه أمّا ما دون ذلك فلا يعقّ، ومنهم من قال إنّه لا يعق عنه.
الغاية من ذبح العقيقة هي التقرب لله وشكره على نعمة المولود، وليس الهدف في اللحوم والدم كما قال الله تعالى : (لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى)، فالله سبحانه وتعالى لا يأخذ لحوم العقيقة ولا دماؤها، ولكن يأخذ التقوى والشكر له من عباده الصالحين، ولذلك فإن العقيقة قد لا تصح في هذه الحالة.
اتفق العلماء على أنّه لا يجب على العبد المسلم أن يتلّفظ بنية الذبح كأن يقول نويت أن أعقّ هذه العقيقة عن هذا المولود، ولكن تكفي النية بالقلب بأنّ هذه العقيقة هي عقيقة هذا المولود.
هذا الأمر ينقسم إلى قسمين، فالأول: إذا كان الأب لم يعق عن ابنه نظراً للفقر والحاجة التي كانت به فإنّ العقيقة تسقط عن الابن ولا يقوم بالعق عن نفسه، أما الأمر الثاني: فهو أنّه إذا لم يعق الأب عن ابنه نظراً لتهاونه في العقيقة فإنه يجوز لابنه أن يعق عن نفسه.
لا يوجد دعاء نلتزم بقوله عند ذبح العقيقة، فلم يرد عن النبي أنه قال دعاءً معيناً عندما عق عن الحسن والحسين، ولكن يستحب للأب أن يقوم بالدعاء لأولاده ببركة الحياة والرزق والتوفيق من الله عز وجل.
اتفق العلماء على جواز أن يقوم الجد بالعق عن أحفاده، ولكن يجب أن يأخذ الإذن من الأب.
الفائدة من العقيقةهناك بعض الأمور التي تجب في العقيقة ومن هذه الأمور الأتي:
المقالات المتعلقة بكيف يتم توزيع العقيقة