صلاة قيام الليل هي الصلاة التي يصلّيها المسلم في جوف الليل بغرض التقرّب من الله سبحانه وتعالى فيقوم ويتوضأ ويصلي ويذكر ربه، ويدعوه، ويثني عليه، ويتضرّع إليه، ويتذلّل له، ويبكي من خشيته لربه ويطلب منه قضاء حوائجه وإعطاءه مراده، وهذه الصلاة تخلق جواً خاصّاً بين العبد وربه وتزيد من المحبة والإيمان في نفس المؤمن، وقد أثنى الله سبحانه وتعالى على أهل صلاة قيام الليل بقوله جلّ وعلا: (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ) [السجدة: 16]، فأهل صلاة قيام الليل لهم الكثير من النفحات الطيبة التي تأتي من ربهم وتكون خصيصاً لهم، ومنها مغفرة ذنوبهم، وقضاء حوائجهم ورغباتهم، وإجابة دعواتهم، والأهم من ذلك كلّه حب الله عزّ وجل لهم فهم أهل الله وخاصته؛ لأنّهم تركوا نومهم وراحتهم وقاموا في جوف الليل للصلاة لربهم ونيل رضاه والتقرب منه والتنعم بأفضاله والفوز بحبه وخيراته الكثيرة.
يبدأ وقت صلاة قيام الليل من بعد صلاة العشاء وحتى قبل طلوع الفجر، ويستحبّ أن يصلي المسلم صلاة قيام الليل ويناجي ربّه ويدعوه ويطلب من قضاء حاجاته في الثلث الأخير من الليل؛ ويرجع السبب في ذلك ما ورد في ديننا من أن الله ينزل إلى السماء الدنيا نزولاً يليق بجلاله ليرى حاجات عباده ويقضيها لهم ويغفر لهم ذنوبهم ويستجيب دعواتهم، وقد ورد ذلك في الحديث القدسي عن النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ( ينزل اللهُ إلى السماء الدنيا كلَّ ليلةٍ، حين يمضي ثُلثُ الَّليلِ الأولُ، فيقول: أنا الملكُ، أنا الملكُ، من ذا الذي يَدعوني فأستجيبَ له، من ذا الذي يسألني فأُعطِيَه، من ذا الذي يستغفِرُني فأغفرَ له، فلا يزال كذلك حتى يضيءَ الفجرُ) [صحيح مسلم].
ورد عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي قيام الليل 12 ركعة، وهذه الصلاة تصلى مثنى مثنى، أي يبدأ المسلم بأول ركعتين من قيام الليل بأن يتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يبدأ بالتكبير كما في الصلاة العادية ويقرأ سورة قراءة الفاتحة وما تيسر له من القرآن الكريم، ثمّ الركوع فالسجود، فالركعة الثانية والتي تكون أيضاً بالفاتحة وما تيسرله من سور القرآن الكريم، ومن ثم الركوع فالسجود فالتشهد فالصلاة الإبراهيمية ومن ثم التسليم، وهكذا يكون المسلم قد أتمّ أول ركعتين قيام ليل وله أن يصلي ما شاء من صلاة القيام، وإذا أراد أن يكمل صلاة قيام الليل عليه أن يبدأ بالتكبير وبالصلاة مرةً أخرى، ويستحب أن يختم المسلم صلاته بأن يصلي الوتر بعد الانتهاء من صلاة قيام الليل.
المقالات المتعلقة بكيف تكون صلاة قيام الليل