الفتن والابتلاءات تكثر الفتن والابتلاءات في آخر الزّمان حتّى يصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر من شدّة وصعوبة الثّبات على الدّين، فعلى الرّغم من أنّ الإسلام بشرائعه السّمحة التي لم تأت لتكلّف النّاس ما لا يطيقون محبّبة إلى نفوس الخلق، وتوافق العقل والمنطق في جميع الأحوال والأزمان، إلاّ أنّ كثيرًا من التّكاليف والأوامر الرّبانيّة تتطلّب من الإنسان مجاهدة النّفس وشهواتها للوقوف عند حدود الله تعالى، فالنّفس تحبّ المال حبًّا فطريًّا فطرها الله عليه، فيكون الابتعاد عن وسائل الكسب السّهل غير المشروع يتطلّب من النّفس عزيمة وقوّة لاجتناب تلك الطّرق وعدم الانجرار وراء جاذبيّتها وسحرها الخادع، وكذلك الحال مع كثيرٍ من شهوات النّفس، فما هي الوسائل التي يتمكّن المسلم فيها من الثّبات على الإسلام.
وسائل الثّبات على الإسلام - زيادة الإيمان في النّفس، فالإيمان بلا شكّ هو حصنٌ حصين وحرزٌ مكين يقي الإنسان من الوقوع في الشّهوات والفتن وخاصّةً في آخر الزّمان، وإنّ هذا الإيمان الذي يزيد وينقص بين وقتٍ لآخر تكون له أسباب تؤدّي إلى زيادته، ومن هذه الأمور والأسباب الحرص على الفروض والنّوافل من العبادات، فالصّلاة، والصّيام، والذّكر، والقيام، والتّهجّد، والخلوة مع الله تعالى ومناجاته سبحانه كلّها أمورٌ تعبّديّة تزيد الإيمان والتّقوى في النّفس، وكلّ ذلك يؤدّي إلى زيادة الثّبات على الإسلام في وقت الفتن والملمّات .
- ملازمة الصّالحين والأولياء وذوي الألباب، فمن وسائل الثّبات على الإسلام أن يحرص المسلم على ملازمة الصّالحين والأولياء وبناء الصّداقات معهم، فمن فوائد ذلك أنّ الصّاحب والصّديق الصّالح تراه ينصح خليله بالخير ويتواصى معه على الحقّ والطّاعة، ويعينه على الثّبات على الإسلام بالوقوف معه وشحذ هممه بالكلام الطّيب، والحكمة البالغة.
- الحرص على صلاة الجماعة في المساجد؛ فالمسلم الحريص على أداء الصّلاة جماعةً في المسجد يلتقي بإخوانه المسلمين فيستشعر معاني الأخوّة في الله، ويدرك معنى الجماعة وفوائدها الكثيرة.
- أن يذكّر المسلم نفسه دائمًا بحقيقة انتهاء هذه الدّنيا وفنائها، وأنّ الله تعالى قد كتب على كلّ نفسٍ فيها الموت وإن طال أجلها، وقد اتّخذ الفاروق رضي الله عنه خاتمًا نقش عليه عبارة كفى بالموت واعظًا يا عمر، كما أنّ زيارة القبور من الأمور التي تذكّر المسلم بالآخرة وممّا يعينه على الثّبات على دينه في الدّنيا .
- الاستماع إلى دروس العلماء؛ فدروس العلماء التي تبثّ على شاشات التّلفاز تعين المسلم على الثّبات على الإسلام، فالنّفس تغفل أحيانًا ولا بدّ لها ممّن يذكرها بالدّين وأسباب الثّبات عليه في أوقات الفتن والمحن .