كيفية قضاء الصلاة الفائتة لسنوات

كيفية قضاء الصلاة الفائتة لسنوات

الصلاة

يقوم الإسلام على أركانٍ خمسةٍ وهي شهادة أن لا إله إلا الله وأنّ محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلاً. نُلاحظ بأنّ ترتيب الصلاة جاء بعد الشهادتين؛ فهي عمود الدين، وأوّل ما يُسأل المسلم عنه يوم القيامة، فإذا صلحت صلح باقي عمله.

فرضت الصلاة على المسلمين برحلة رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم إلى السماء - رحلة الإسراء والمعراج-، وكانت خمسون صلاةً في اليوم والليلة إلا أنّ رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم تشفّع عند الله عز وجل للتخفيف على المسلمين فخففت إلى خمس صلوات بأجر خمسين صلاة. لكل صلاةٍ موعدٌ محددٌ يتمّ الإعلان عنه بإقامة الأذان ودعوة المسلمين لتأدية صلاتهم في وقتها إلا أنّ الإسلام أجاز لمن نسي موعد الصلاة أو نام عنها أن يؤدّيها لحظة تذكرها أو لحظة استيقاظه من النوم، وتُصلّى صلاة حاضرٍ بشكلٍ طبيعي دون زيادةٍ أو نقصانٍ.

قضاء الصلوات الفائتة

قال الشيخ الألباني رضي الله عنه بأن الفرائض التي يتركها المسلم دون عذرٍ كالنوم أو النسيان لا يمكن قضاؤها كون الدين قد وضّح رخص وطرق تأدية الصلاة في وقتها، فيصحّ للمريض أن يصلي وهو مستلقٍ على ظهره، أو وهو متكئ ، أو جالس على كرسي، كما أجاز للمسافر أن يقصر الصلاة أو أن يصليها جمع تقديم أو جمع تأخير.

أجاز الشرع للمسلم أيضاً أن يتيمّم بالتراب إذا لم يجد ماءً للوضوء؛ كلّ هذه الرخص التي وضعها المشرّع للتسهيل عى المسلمين هي للمحافظة على صلاتهم وتأديتها في وقتها، فقال الله تعالى في محكم كتابه: " إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً" صدق الله العظيم، وقد سئل الإمام العثيمين رحمه الله : هل يجوز قضاء الصلاة إذا فاتت؟ فأجاب بأنه إذا فاتت الصلاة لعذرٍ كالنسيان أو النوم فإنها تقضى وقت تذكرها مباشرةً، أما إذا تركها عمداً حتى خروج وقتها بلا عذر فيكون قد أتى بعملٍ ليس عليه أمر الله ورسوله فيكون مردوداً فلا يقضي ما فاته بل عليه الإكثار من الأعمال الصالحة لعل الله يتوب عليه.

إنّ التوبة إلى الله عز وجل واجبة على المسلم لعلّها تجبّ ما قبلها، ويعفو الله عن المقصّر بهذه التوبة لقوله تعالى في كتابه العزيز" " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم" صدق الله العظيم، وبناءً على ذلك فإنه لا يلزم قضاء ما تركه المسلم من الصلاة فيما مضى تقاعساً وكسلاً بل عليه التوبة والندم على ما فات، والالتزام بما أمر الله تعالى والإكثار من الأعمال الصالحة والاستغفار.

المقالات المتعلقة بكيفية قضاء الصلاة الفائتة لسنوات