كيف تكتسب خلقاً من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

كيف تكتسب خلقاً من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم

أخلاق النبي صلى الله عليه وسلّم

اصطفى الله سبحانه وتعالى من بين عباده سيّدنا محمّد عليه الصّلاة والسّلام ليكون خاتم الأنبياء والمُرسلين، الذي جاء بالنّور المُبين، والصّراط المستقيم؛ لإخراج النّاس من ظُلمات الشّرك والضّلالة إلى نور الإيمان والتّوحيد، وقد كَمُلت في شخص هذا النّبي الكريم الأخلاق، وشَرُفت به القِيَم، وسَمَت بهَديِه وسُنّته الأُمم، حتّى كان كما وصفته السّيدة عائشة في أخلاقه كأنّه قرآنٌ يمشي على الأرض، ووصفه الله تعالى في كتابه بأنّه صاحب الخُلُق العظيم، قال تعالى (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم:4].

كيفية اكتساب خلقٍ من أخلاق النّبي الكريم

كان من مقتضيات بعثة النّبي عليه الصّلاة والسّلام ومقاصدها أن يكون النّبي الكريم في أخلاقه وسنّته قدوةً للنّاس، قال تعالى (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رسول الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو ٱللَّهَ وَٱلْيَوْمَ ٱلآخِر) [الأحزاب:21]؛ فمن أراد الفلاح والنّجاح في الدّنيا والآخرة عليه أن يقتدي بنبيّه الكريم، وأن يسعى لأن ينهل من أخلاقه الكريمة، ويكتسب من صفاته الكريمة، وحتّى يُحقّق المُسلم ذلك عليه بما يأتي:

  • أن يتحلّى بخُلق التّسامح والعفو واللّين في تعامله مع النّاس؛ فلم يُعرف النّبي الكريم بالشّدّة والغلظة مع النّاس، بل كان ليّنًا معهم رفيقًا بهم، لا يُقابل إساءتهم بإساءة مثلها، بل يدفع بالحسنة السّيئة، ويعفو عمّن ظلمه، ويُحسن إلى من أساء إليه .
  • أن يكون مُتواضعًا لا يحمل في نفسه الكبر والتّعالي على النّاس، وقد كان النّبي الكريم مثالًا في ذلك الخلق الكريم.
  • أن يكون صادقًا في قوله وحديثه مع النّاس؛ فقد اشتهر النّبي الكريم حتّى قبل بعثته بالصّدق والأمانة، كما كان عليه الصّلاة والسّلام لا يتكلّم إلاّ بالصّدق حتّى ولو كان مازحًا.
  • أن يكون أمينًا مع النّاس، والأمانةُ هي خلقٌ كريم علّمنا إيّاه النّبي عليه الصّلاة والسّلام حينما بلّغ أمانة الدّعوة والرّسالة دون تفريطٍ أو تكاسل على الرّغم من المُحاولات الكثيرة التي قام بها الكفّار من أجل أن يُثنوه عن الدّعوة، وقد كان لسان حاله ومقاله يُردّد والله لو وضعوا الشّمس في يميني والقمر في شمالي على أن أترك هذا الأمر ما تركته أو أهلك دونه.
  • أن يكون صابرًا؛ فقد ضرب النّبي عليه الصّلاة والسّلام المثال والنّموذج في الصّبر والتّحمل في سبيل الدّعوة الإسلاميّة، فقد بقي في مكّة المكرّمة ثلاث عشرة سنة يثبّت فيها أركان العقيدة الإسلاميّة في نفوس النّاس، ويدعو النّاس إلى دين الله فما لانت قناته، وما وهنت أركانه.

 

المقالات المتعلقة بكيف تكتسب خلقاً من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم