تعامل الرسول مع غير المسلمين

تعامل الرسول مع غير المسلمين

تعامل الرسول مع غير المسلمين

لقد ضرب لنا النبي صلى الله عليه وسلم أروع الأمثلة في تعامل المسلم مع غير المسلم ، وجاءت أحاديث كثيرة تبين عظم الذنب الذي يقترفه المسلم إذا تعدى على غير المسلم الذي يعيش معه فلهم الحرية في اعتناق ديانتهم ونظم الرسول صلى الله عليه وسلم علاقة المسلمين معهم فيجميع الجهات  .

تكريم الإنسان

قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا) [الإسراء، الآية: 70]، وفي هذا دلالةٌ على تكريمِ الله -عزّ وجل- لجميعِ الناس بغضّ النظر عن الجنس والّلون والعرق وحتّى الدين، وأشار إلى أنّ الناس كلّهم من أصلٍ واحدٍ، حيث ينظرُ البعضُ إلى غير المسلمين بعينِ الغلظة والشدّة والكره وسوء المعاملة، ولكن قد أعطاهم الله حقوقاً ووضعَ حدوداً وقوانينَ تنظّمُ المعاملات معهم؛ لضمان حقوق الجميع، وصون كرامتهم الإنسانيّة التي لا تقفُ عند زمانٍ معيّنٍ.

كان سيّدُنا محمّد -صلى الله عليه وسلّم- أشدَّ الناس اتصافاً بحسن الخلق وهداية الناس جميعاً من المسلمين وغير المسلمين، فعلى الرغم من أنّ الدين الإسلامي هو الدين الحقّ، والذي يجدرُ بالجميع الالتزام به إلّا أنّ الله ورسوله لا يُكرهون أحداً على الدخول فيه، حيثُ قال تعالى: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ) [البقرة، الآية: 256]، وقدْ وضّح النبيّ -صلى الله عليه وسلّم- بأنّه لا إكراه في الدين، فلو أراد الله عزّ وجل أن يهديَ كل الناس لاهتدوْا.

معاملة النبي صلى الله عليه وسلّم لغير المسلمين

أعطى الإسلام حريّة الدين لغير المسلمين، ولم يجبرهم على الدخول في الإسلام، وأعطاهم خياراتٍ في حال رغبوا العيش في الدولة ، ونظّم علاقاتِ المسلمين معهم من جميع الجهات، وأعطاهم الحريّة في ممارسة شعائرهم الدينيّة دونَ المساس بالإسلام والمسلمين، وأعطاهم الحماية لدور عبادتهم، فقد كان النبيّ ينهى أصحابه عن التعرّض لأصحاب الصوامع أو صوامعهم، كما كان يوصي قادة الجيوش في الحرب بعدم إلحاق الأذى بمن يتعبّدون في صوامعِهم.

اتصفت معاملة النبيّ لغيرِ المسلمين بالعدل، فضمنَ لهم حقوقَهم ومنع جور أيّ مسلمٍ عليهم، وكان يحكمُ لغير المسلم على المسلم إذا كان صاحب حقٍ، وقد شدّد على احترام المعاهدات التي تُعقد، وجاءت الأحاديث الكثيرة التي تدلّ على عقوبة مَن يغدر بمواثيقه، وأمر برعاية أهل الذمّة الذين يعيشون داخل الدولة الإسلاميّة وسدّ حاجاتهم، وتكفُّل محتاجِهم وأعطاهم حريّة العمل والكسب.

من الأمثلة على حُسن تعامل الناس من غير المسلمين أنّه مرّ يوماً بجانب أسيرٍ فناداه: يا محمّد يا محمّد فجاءه النبيّ وخاطبه: ما شأنُك، فأجابه الأسير بأنّه جائعٌ يريدُ الطعام، وبأنّه عطشان يريدُ الماء، فأمر النبيّ الصحابة بسقايته وإطعامِه. ومن صور إكرام الرسول أيضاً للميّتين من غير المسلمين بأنّه مرّت به جنازة يهوديّ، فقام لها فقيل له إنّها ليهوديّ، فقال -صلّى الله عليه وسلّم-:أليستْ نفْساً.

 

المقالات المتعلقة بتعامل الرسول مع غير المسلمين