الأمانة
تعد الأمانة من أهم القيم الإسلامية والفضائل الأخلاقية التي يتصف بها الشخص، وذلك لأنها تتمثل في حياة الشخص نفسه وفي تعامله مع غيره، سواء تعامله مع الله وتعامله مع الناس، ونقيض الأمانة الخيانة، والتي تعد من الكبائر التي تدخل صاحبها النار، ولأن الدنيا دار عمل يجب على الإنسان أن يتحرى فيها الخير، لأنه يوم القيامة سيحاسب عنها.
أهمية الأمانة
إنّ الأمانة من أسس الدين وهي مسؤولية عظيمة على الجميع التمسك بها، ولأهميتها فقد بيّن الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن السموات والأرض والجبال أبيْنَ حمل الأمانة وقد حملها الإنسان، وبهذا فهي صفة حميدة لمن تمسك بها، ودليل على إيمان المرء وحسن خلقه، حيث إنها من صفات سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم- الذي التزم بها قولاً وعملاُ من قبل بعثته، فكان الناس يؤمّنونه على أموالهم وأنفسهم، وهي من صفات عباد الله الصالحين، وللأمانة أهمية كبيرة، بحيث تتطلب مواقف الحياة الأمانة؛ فالكل راعٍ ومسؤول عن رعيته، وهو محاسب على ما قام به من أعمال يوم القيامة ومن ذلك:
- الأمانة والأفراد:
- أمانة العبد مع الله سبحانه وتعالى تكون بالقيام بالواجبات من عبادة؛ كصلاة، وصوم وغير ذلك من العبادات وعدم التقصير بها.
- العبد مع نفسه وغيره من الناس تكون: بحفظ جوارحه من الحرام، واختيار الخير والأصلح في جميع مجالات الحياة، وبما يرضي الله سبحانه وتعالى، وتكون بين الزوجين بالعشرة الطيبة وحفظ الأسرار الزوجية، والقيام بالواجبات والحقوق بين الزوجين، وتربية الأبناء التربية الصالحة وتقديم كل ما يحتاجونه، وتتمثل أمانة المعلم في تقديم الدروس والواجبات للطلاب على أكمل وجه، وإرشادهم إلى الطريق الصحيح وتعليمهم أصول الدين، وكذلك البائع بعدم رفع الأسعار وعدم الغش في بيع المنتجات، وكذلك الأمانة مع الناس من خلال الأمانة في العهود معهم، وتسديد الديون وإتيانهم حقوقَهم، وعدم التحدث عنهم في غيابهم.
- الأمانة والمجتمع:
- إن للأمانة أهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع؛ فالفرد الأمين يحبّه الناس ويقربونه ويؤمّنونه على كل ما يمتلكون، وتجعله ذا قدوة في المجتمع يقتدي به غيره ويعيش حياة السعداء، أما غير الأمين فيتصف بالخيانة يبتعد عنه الناس وينفرون منه، ومن المعروف أن الخيانة من الكبائر التي تدخل صاحبها النار.
- ولأن المجتمع لا يستطيع أن يعيش من غير أمان؛ فإن لم تَسُدْ الأمانة انتشر الخوف وعدم الثقة بين الناس، فلا بدّ من أن تمثّل الأمانة قيمَ المجتمع؛ وذلك أن القيم التي يتصف بها المجتمع أعظم من تلك القوانين والشرائع التي تفرضها القوانين، وهي تنشىء أجيالاً محافظة على تلك القيم، فتسود المجتمع المحبة ويصبح مجتمعاً خيّراً.
- وبناءً على ذلك: فمن قصّر مع الله في العبادات وجب عليه أن يتوب ويندم على فعله وألاّ يعود لمثل ذلك من العمل، ومن قصّر بحق غيره وجب عليه فعل ما تقدم وأن يرد الحقوق إلى أصحابها، ويطلب منهم أن يسامحوه على فعله؛ فلو قام كل شخص بذلك وأدى ما عليه من حقوق وواجبات وأدى الأمانة على أكمل وجه، لكنّ المجتمع مجتمعُ خيرٍ وبركة يحب أن يُقتدى به من قبل المجتمعات الأخرى.