محمّد صلى الله عليه وسلّم الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- هو أعظم الناس أخلاقاً، شأنه كشأن باقي إخوانه من الأنبياء والرسل المكرمين، ولقد شهد القرآن الكريم لهذا الرسول العظيم برفعة أخلاقه وسموها، فقد قال تعالى في كتابه الحكيم: (وإنك لعلى خلق عظيم).
لم تكن أخلاق الرسول الأعظم محصورةً على فئة قليلة من الناس ممّن يُعتبرون من أقرب الناس إليه؛ بل كان يعامل كل شيء بالأخلاق الرفيعة السامية، وعندما نقول كل شيء فهذا يتضمّن الإنسان، والنبات، والحيوان، والجماد، دون أي مُحدِّدٍ أو قيدٍ يذكر، وبما أنّ أخلاقه الحميدة كانت عامّة وشاملة لكل ما هو موجود على هذه الكرة الأرضية، ففد كان للأطفال نصيب عظيم من حرص ورعاية نبيهم بهم، وفيما يلي بعض أبرز جوانب معاملته للأطفال.
أخلاق الرسول مع الأطفال - كان -صلّى الله عليه وسلم- دائم المداعبة للأطفال؛ حيث كان يتعامل معهم بالمعاملة التي يحبون أن يعاملوا بها، فالطفل يكون أميل إلى اللعب، والمرح، وقد كان -عليه الصلاة والسلام- مهتمّاً كثيراً بهذه الناحية في الأطفال، فلم يكن يتذمّر أو يشكو من الأطفال، فقد روي أنه ذات مرة لقي ابن ابنته الزهراء الحسين بن علي وقد كان طفلاً صغيراً يلعب ويلهو في الطريق، فتقدّم على أصحابه ومد إليه يده ليحمله، ففر الحسين منه، فأخذ الرسول -صلى الله عليه وسلم- يلاحقه وهو يضاحكه، ويداعبه. كما روي عنه أنه كان يترك الحسن والحسين يلعبان ويلهوان وهو يصلي إلى درجة كانا يصعدان على ظهره وهو ساجد، وكان يفعل الشيء ذاته مع أمامة بنت زينب ابنته، حيث كان يحملها في صلاته، ويضعها عندما يركع ويسجد.
- كان -صلّى الله عليه وسلم- رحيماً جداً بالأطفال إلى درجة كان يُخفف من صلاته إذا سمع طفلاً يصرخ، حتّى تستطيع أمه أن تلبي حاجته.
- اهتم الرسول -صلى الله عليه وسلم- كثيراً بحقوق الطفل، فقد دعا الأبوان إلى أن يُحسنا اختيار أسماء أبنائهم، وإلى أن يُحسنا أيضاً اختيار بعضهما البعض عند الزواج، وذلك حتى ينشأ الأطفال في بيئة صالحة غير فاسدة فيتلقوا التعاليم الحميدة، والقيم الرفيعة، وقد حثّ الرسول -صلى الله عليه وسلم- على أن يحسن الأبوان تربية أبنائهما، وشدّد على أهمية إحسان تربية الإناث نظراً إلى أن وضع الإناث في الجاهلية لم يكن جيداً، بالإضافة إلى تشديده على ضرورة احترام اليتيم، وعدم انتهاك ماله، أو كرامته، وإلى ضرورة أن يعامل اليتيم معاملة أيّ طفلٍ آخر في المجتمع دون تمييز أو تحقير.