نتساءل عن طريقة تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم مع زوجاته، وكيف كان يعدل بينهنَّ على الرغم من كثرتهنَّ وتعددهنَّ، ولهذا من المهم أن يعلم كل مسلم ومسلمة أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم حقق السعادة لجميع زوجاته دون استثناء أي واحدةٍ منهنَّ؛ لأنَّ الله عزوجل منحه فن التعامل مع المرأة، والقدرة على إرضاء نفسها الحنونة والرقيقة، فكان يعين الواحدة منهن على أداء دينها وفرائضها، ويقويها عند الشدائد، ويدللها لتشعر بالسعادة، ويُشْرِكُها في أموره الدينية والدنيوية.
في ظل ما نشهده من بعدٍ عن الدين الإسلامي، وتمسك الناس بالمكاسب الدنيوية والمادية والحضارية، وإهمال بعض الأزواج لزوجاتهم، وعدم مراعاة حق الله فيهنَّ، يتوجب علينا أن نعود إلى هدي النبي صلى الله عليه وسلم، ونتعلم منه كيف كان يعامل زوجاته؛ كي تنعم كل زوجة بالسعادة والهناء مع زوجها دون أن يتعكر عليهما صفو حياتهما.
طريقة تعامل الرسول مع زوجاته الملاطفة والدلالكان الرسول صلى الله عليه وسلم ينادي زوجاته بأحب الأسماء إليهنَّ، أو بتصغير أسمائهنَّ من أجل تسهيله وتليينه، فقد وَرَد في أحاديث عديدة أنَّه كان ينادي عائشة (يا عائش) وكان يقول لها أيضاً: (يا حميراء)، ومن الصور الأخرى لملاطفته نسائه أنَّه كان يطعمهنَّ بيده لذلك يعتبر إطعام الزوج لزوجته بيده من الأمور التي يُؤجر عليها، وليس فقط وسيلة لكسب قلب الزوجة والتقرب إليها.
التزين والتجملكان النبي صلى الله عليه وسلم يتطيب بأجمل أنواع المسك والطيب رغبةً منه في إرضاء زوجاته وإسعادهنَّ، كما أنَّه اهتَّمَّ كثيراً برائحة جسده، وكل أمور النظافة التي تزيد من الود والحب بين الأزواج، وابتعد عن كل مظاهر الزينة النسائية؛ مثل: الحلي، والأساور، والملابس.
جمال وحسن العشرةلم تعرف امرأة عشرة جميلة من زوجها كما عرفت نساء النبي صلى الله عليه وسلم، حيث كان يداعب أهله ويتلطف بهنَّ، وينفق عليهنَّ من المال الحلال، ويضحك معهنَّ، وكان في كل يوم يجمع نسائه في بيت الزوجة التي يبيت عندها فيأكل معهنَّ جميعهنَّ الطعام، ثم تذهب كل واحدة إلى منزلها ومرقدها، كما أنَّه كان يتسامر مع أهله ونسائه بعد صلاة العشاء.
الوفاءلا شكَّ أن الوفاء من أهم الأمور التي ترتبط باستمرار الحياة الزوجية ونجاحها، ولنا في ذلك أسوة حسنة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكثر الرجال وفاءً لنسائه، وبشكلٍ خاص ما ورد عن وفائه مع زوجته خديجة رضي الله عنها حتى غارت السيدة عائشة منها مع أنها كانت متوفية.
العدلعدل الرسول صلى الله عليه وسلم كان نابعاً من الفطرة التي فطره الله عزوجل عليها، فكان يزور كل نسائه حتى أثناء مرضه وسقمه، وكان يسأل عنهنَّ دون تقصير، كما كان يُقيم ثلاث ليال عند زوجته الثيِّب حتى يؤنسها ويواسيها، ومن شدة عدله أنّه دعى الله عزوجل عدة مرات أن لا يؤاخذه على ما لا يستطيع العدل فيه ألا وهو قلبه، وشعوره تجاه كل واحدة منهن، وإنما تضرَّع إلى ربه مراراً كي يعدل بين زوجاته في أمور النفقة وشؤون البيت إيماناً منه بثِقَل المسؤولية الواقعة على كتفه.
المقالات المتعلقة بكيف كان يتعامل الرسول مع زوجاته