وسائل التربية الإسلامية

وسائل التربية الإسلامية

التّربية

تُعرّف التربية بأنّها عمليّةٌ مستمرة تتضمّن مجموعة من الأساليب والأدوات والطّرق التي تستهدف النّهوض بالأفراد والمجتمعات بتقويم سلوكها الإنساني وتحسين أخلاقها، بحيث تكون مؤهّلةً لتحمّل مسؤوليّات الحياة وبناء المجتمعات والرقيّ بها، وحينما نتحدّث عن التّربية الإسلاميّة فهذا يعني التّربية التي ترتكز إلى قيمنا وتعاليم ديننا وشريعتنا الإسلاميّة الغرّاء التي لم تترك جانبًا من جَوانب حياة النّاس إلّا وعالجتها ومن بينها قضيّة تربية الأجيال وتقويم سلوكها.

وسائل التّربية الإسلاميّة

لا شكّ بأنّ التّربية الإسلاميّة تعتبر القرآن الكريم والسّنّة النّبويّة المطهّرة مرجعها الأساسي الذي تجد فيه التّوجيهات والإرشادات في عمليّة تقويم السّلوك الإنساني والتّربية، وكذلك تستنبط من هذا التّراث العظيم الأساليب والطّرق التي تضمن التّربية الصّحيحة النّاجحة للأجيال على الدّين والأخلاق الحسنة، ومن هذه الأساليب في التّربية نذكر:

  • القدوة الحسنة: هذا الأسلوب على بساطته وعفويّته يُعتبر من أهمّ الأساليب في التّربية الإسلاميّة، فالابن على سبيل المثال في الأسرة عندما يرى والده مُقبلاً على الصّلاة والعبادات، محبًّا لعمل الخير مع النّاس، ملتزمًا بالأخلاق الحسنة في حياته، فإنّك تراه يتأثّر فيه بشكلٍ كبير لأنّ الطفل في مراحل عُمريّة مُعيّنة ينظر إلى أبويه على أنّهما القدوة الحسنة له في الحياة فيسعى لتقليدهم في كلّ شيء .
  • اتباع أسلوب المناصحة بالحقّ والتّوجيه، وقد علّمنا النّبي عليه الصّلاة والسّلام هذا الأسلوب عندما كان يخاطب الصّحابة وينصحهم ويوجّههم للطّريق الحقّ والمستقيم، ومن ذلك حديثه لابن عباس رضي الله عنه الذي يستفتح فيه بقوله عليه الصّلاة والسّلام (يا غلام احفظ الله يحفظك ) .
  • اتباع أسلوب التّرغيب والتّرهيب، وتلك الأساليب من الأساليب القرآنيّة الرّفيعة التي تمزج بين الثّواب والعقاب كمآل للمصيبين والمخطئين، فالنّفس الإنسانيّة نفسٌ متغيّرة متقلّبة تؤثّر فيها المبشّرات فترغّبها في العمل وبذل الجهد والإنفاق، وفي المقابل يؤثّر فيها الوعيد فترهب وتخشى من ارتكاب أسبابه .
  • اتباع اسلوب الحوار؛ فالحوار من أنجح الأساليب التي تفيد في التّربية الإسلاميّة حيث يتبادل العالم والمتعلّم، والوالد والابن، الأفكار والخواطر ويبدأ كلّ طرفٍ بإعمال عقله فيما يصلح وما لا يصلح في الحياة، وما يعتبر سيئًا من الأفعال والأقوال فيتوجّب اجتنابه، وما يتعبر صالحًا نافعًا فيتوجّب الأخذ به واتباعه .
  • تعليم الأجيال سيرة الأنبياء والصالحين المدوّنة في الكتب والمراجع التّاريخيّة، حتّى يقفوا على الأخلاق العظيمة التي تحلّو بها في مسيرة حياتهم، ويتعرّفوا على النّهج القويم الذي ساروا عليه .
  • اتباع أسلوب التّدرّج في التّربية من الصّغير إلى الكبير، ومن السّهل إلى الصّعب، وهذا الأسلوب في غاية الأهميّة في التّربية ومثالٌ على ذلك ما يفعله الناس مع أبنائهم عندما يعوّدونهم على الصّيام ساعاتٍ قليلة حتّى يتحمّلوا الصّيام الطّويل لاحقًا.

المقالات المتعلقة بوسائل التربية الإسلامية