قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إنا وكافل في الجنة كهاتين" وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى، ومن هذا الحديث الشريف نرى أن من أعظم العبادات التي يقوم بها المسلم هي كفالة اليتيم، ويأتي اهتمام الإسلام باليتيم من الوضع الذي كان يعيشه الأيتام قبل الإسلام فقد كانوا فئة مهمّشة لا يعيرها أحد أيّ اهتمام ولهذا اهتمّ الإسلام بأمر اليتيم، واليتيم هو كلّ من فقد أباه وهو في بطن أمه أو وهو صغير ولأنّه إنسانٌ ضعيفٌ فهو بحاجة إلى من يكون مسؤولاً عنه وعن حاجاته من مأكل وملبس وتكاليف الدراسة وغيره وقد كان الرسول يحثّ صحابته على إطعام اليتيم ورعايتهم والعطف والإحسان إليهم لما لها من فضل.
طريقة كفالة اليتيملكفالة اليتيم عدّة طرق وهناك جمعيات مختصّة في هذا الشأن في معظم الدول العربية، ويمكن للشخص كفالة اليتيم عن طريق دفع مبلغ معين تقوم الجمعيّة المسؤولة بصرفه على اليتيم وتلبية احتياجاته، ويُمكن لعدّة أفراد أن يكفلوا يتيم أو أكثر ولكلّ منهم نفس الأجر والثواب ففي أحيان كثيرة يكون المبلغ كبيراً فيشترك فيه مجموعة من الأصدقاء، وتقوم المؤسسات المختصة بدراسة وضع اليتيم الاجتماعي والمادي دراسة جيدة لتقييم حالته إن كان يستحق الكفالة أم لا كأن يوجد معيل له من أو عمّ أو خال وما نحوه.
يمكن كفالة اليتيم وهو في بيته فيأتي الكفيل ويخصّص مبلغاً شهرياً يقوم بدفعه إلى أم اليتيم أو من هو مسؤول عنه ويستمرّ هذا الكفيل بدفع المبلغ إلى إن يصبح اليتيم بالغاً وقادراً على أن يعيل نفسه من خلال العمل وفي هذه الفترة يسقط عنه لقب اليتيم؛ لأنّ اليتيم يبقى يتيماً حتى يبلغ، وكفالة اليتيم من الأخلاق الإسلامية العظيمة فهي تعود بالنفع على اليتيم من جهة تأمين حياته وعلى الكفيل من أجر وثواب عظيمين في الآخرة ويكفي أن الكفيل يكون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في الجنة كما سيشعربالبركة في ماله وعياله فهي تُشبه الصدقات وزكاة المال، ولها أجر عظيم عند الله.
مال اليتيم يجب أن يصرف على كلّ ما يحتاجه اليتيم ولا يحق لأي أحد أخذه أو أخذ جزء منه إلا إن كان هناك حقّ شرعيّ يوجب ذلك أمّا إذا أُخذ بدون هذا الحق فيعتبر من الكبائر فالأم التي تعيل اليتيم يحق لها أن تأكل من الأكل الذي قامت بشرائه من مال ابنها اليتيم ولا يحقّ لها التصرّف فيه لأمور خاصّة بها ولا تخصّ ابنها اليتيم.
المقالات المتعلقة بكيفية كفالة يتيم