طرق الاستغفار الصحيحة

طرق الاستغفار الصحيحة

تنقسم الأعمال في الدين الإسلامي إلى أعمال قوليّة وفعليّة وقلبيّة؛ ولكي تؤدّى هذه الأعمال بالشكل والطريقة الصحيحة ليس هناك من سبيل إلّا سبيل واحد وهو أداء هذه الأعمال بالطريقة التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم ثم ما جاء في فعل النبي صلى الله عليه وسلم كما تواترت به الأحاديث النبوية الصحيحة ثم ما فعله الصحابة والتابعون اقتداء بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وما عدا ذلك من الطرق فهو بدعة وضلالة انتشرت بين الناس إما بسبب الجهل أو الموروث الخاطىء من الأسلاف أو بسبب ناشري الضلالة بين الناس من أعداء الدين، ومن الأعمال القولية التي أمر الله سبحانه وتعالى بها في أكثر من موضع في القرآن الكريم والتي داوم الرسول عليها صلى الله عليه وسلم الاستغفار.

الاستغفار هو مصدر ثلاثي على وزن استفعال من الفعل غفر؛ وتعني المداومة على طلب الصفح والمغفرة والعفو من الله سبحانه وتعالى دون كلل أو ملل على مدار اليوم عن كل ما يصدر عن المسلم من قول أو فعل أو عمل أو نية، والمغفرة صفة لله يتكرم بها على عباده وقد سمى الله نفسه بالغفور أي كثير المغفرة لمن طلبها وألح عليها وقد ربط سبحانه المغفرة بالرحمة قال تعالى: "وهو الغفور الرحيم".

الاستغفار يكون بأكثر من طريقة كما ورد في القرآن والسنة فمنها قول استغفر الله، وقول استغفر الله العظيم واتوب إليه، وقول رب اغفر لي وارحمني، أو كقول سيدنا يونس عليه السلام :" لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين"، أو بقول سيد الاستغفار فعن شدّاد بن أوس رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلّم قال:" سيد الاستغفار أن يقول العبد: اللهم أنت ربي، لا إله إلّا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.من قالها من النهار موقنا بها فمات من يومه قبل أن يمسي فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها فمات قبل أن يصبح فهو من أهل الجنة" رواه البخاري.

الاستغفار شرع في كل وقت وحين ومكان فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة وآكد الاستغفار بعد فعل ما يغضب الله من قول أو عمل، وبعد الصلاة، وبعد حصول الخير والخبر السار كما جاء في سورة النصر من أمر الله للرسول بعد أن تفتح مكة بالمداومة على الاستغفار والحمد والتسبيح، والاستغفار وقت السحر وقد مدح الله هؤلاء بقوله تعالى:"والمستغفرين بالأسحار"،وأي وقت شئت يستحب أن يكون المسلم لسانه رطبا بذكر الله.

قال الحسن:" أكثروا من الاستغفار في بيوتكم وعلى موائدكم، وفي طرقاتكم، وفي أسواقكم وفي مجالسكم فإنكم لا تدرون متى تنزل المغفرة". والمداومة على الاستغفار تترك آثاراً إيجابية على النفس فهي سبب للراحة النفسية والشعور بالسكينة والطمأنينة وانشراح الصدر وذهاب الضيق والإحساس بالحزن والهم والغم، وقد وجد طبياً فائدة ما أوصى به الرسول عليه الصلاة والسلام من الاكثار من الاستغفار قبل النوم فوجدوا أنّ قول استغفر الله تجعل اللسان يضرب في أعلى تجويف الفم التي تؤثر بدورها على الغدة النخامية الموجودة في الدماغ وهذه الضربات الخفيفة الناتجة عن تكرار الاستغفار تخلص خلايا الدماغ من جميع الأفكار السلبية الضارة وتحول تلك الطاقة السلبية إلى طاقة إيجابية.

أما عن آثار الاستغفار المحسوسة فهي أكثر من أن تحصى فمنها أنّ الاستغفار سبب أساسي لزيادة الرزق ومعافاة البدن وإعطاء القوة للجسد، الاستغفار يمنع نزول غضب الله وعذابه، الاستغفار سبب لزيادة المال وتضاعف الرزق وللرزق بالأولاد، وأيضا بالاستغفار تكفر السيئات وتزاد الحسنات وينال العبد رضوان الله وتدركه رحمته.

المقالات المتعلقة بطرق الاستغفار الصحيحة