من أفضل العبادات

من أفضل العبادات

العبادة

من أوّلِ المقاصِدِ التي خلقَ اللهُ الجنّ والإنسَ لها هيَ عبادةُ الله تعالى، وعبادةُ الله تعالى تكونُ على عدّة صور كما فصّلها العُلماء، فهُناك عباداتٌ تكونُ بالقلب وتُسمّى بالعبادات القلبيّة وهُناك العبادات التي تتصّل بالبدن والجوارج وهيَ العبادات البدنيّة، وفي هذا المقال سنتطرّق إلى أفضل العبادات التي أمرنا الله تعالى بها ونحرص عليها كما نحرص على غيرها من سائر العبادات.

أفضل العبادات

لا شكَّ أنَّ من أفضل العبادات المُتّصلة بالقلب هي عبادة التوحيد، ويكونُ التوحيد بأنُ نؤمن بأنّهُ لا إله إلاّ الله، أي أنّهُ لا معبود بحقّ إلاّ الله، فهوَ جلّ جلاله المُستحقّ للعبودية لاتّصافهِ بصفات الجلال والكمال، ويأتي في تصنيف أفضل العبادات التي لها اتّصال بالجوارح والبدن والقلب معاً هي عبادة الصلاة.

والصلاة هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعدَ التوحيد، ولا يختلف أحدٌ بأنَّ الصلاة من أفضل هذهِ الاعمال البدنيّة والقلبيّة معاً، فأنت تصلّي لله تعالى متوجّهاً إليه بقلبك ومؤمناً به وكذلك تقف بين يديه بجسدك، وتؤدّي حركات الصلاة التي تكون بالجوارح والأركان وكذلك تكون لها صلاتٌ عميقة داخليّة وروابط قلبية، حيث إنَّ لكلّ حركة وسَكَنة من حركات وسَكَنات الصلاة معنىً في القلب، فمثلاً السُجود فيه التذلل والتزلّف إلى الله جلّ جلاله واعتراف بالضعف والحاجة.

ومن أهميّة الصلاة وعظيم فضلها بين سائر العبادات أنّها أوّل ما يُسأل عنه العبد يوم القيامة، فإذا كانت الصلاة صالحة فقد صلحت سائر الأعمال، وإن كانت صلاة المرء فاسدة فقد فسدت سائر أعماله، وهذهِ إشارة واضحة على أفضلية الصلاة بين سائر العبادات.

وقد اختلف العُلماء على أفضليّة العبادات بعد الصلاة، ولكن الراجح في ذلك أن الصوم يأتي فضلهُ بعد الصلاة ولا شكَّ بأن الصوم لهُ فضلُ عظيم حيث يمنعُ المُسلمُ نفسهُ من الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس طلباً لرضى الله تعالى، وهي عبادة ترتبط بالتقوى بصفة دائمة لأنّها عبادة سريّة بين العبد وربّه، فلا يمنع أن يُفطر الرجل حين يغيب عن أعين الناس إلّا خوفه من ربّه وتقواه منهُ جلّ جلاله.

ويأتي بعد الصوم في أفضليّة العبادة فريضة الحج، وهي قصد بيت الله الحرام لأداء مناسك مخصوصة في زمانٍ مخصوص من شهر ذي الحجّة، وفي هذا الحجّ يكونُ جهاد النفس وجهاد البدن، والحجُّ فريضة عظيمة تعود بصاحبها نقيّاً من ذنوبه كيوم ولدتهُ أمّه، وبعد الحجّ في الفضل تأتي فريضة الزكاة التي هيَ إخراج المال الذي بلغَ النصاب الشرعيّ ليؤدّى منهُ زكاةً لمُستحقي هذا المال، وهي عبادة عظيمة لأنّها تُزكّي النفوس وتضع الفروقات بين البشر أرضاً، فتُساوي بين الفقير والغنيّ، وتوزّع الثروة بين أيدي الناس لأنَّ المال هو لله يجعلهُ بين يدي من يشاء من عباده.

المقالات المتعلقة بمن أفضل العبادات