الصّيام جُنّة، وصوم رمضان هو الرّكن الرّابع من أركان الإسلام الذي بُني عليها، وهو فرضٌ على كُلِّ مسلمٍ بالغٍ عاقلٍ قادرٍعلى صيامِه، ففي الصّيام تسكنُ الرّوح وتتزوّد بخيرِالزّاد، وتزدادُ قُرباً من خالقها. ومن ذاقَ هذا الطّعمَ الفريد لم يُفرّط به بعد انقضاءِ شهرِ رمضان، بل كُلّما سنحَت له الفرصةَ اغتنَمها، فيصومُ بعد رمضان مباشرةً ستةَ أيّامٍ من شهرِ شوّال، والأيّامَ البِيض الثّلاثة من مُنتصفِ كلِّ شهرٍ عربيٍّ، والعَشْرَ الأخيرة من شهرِ ذي الحجّة. ومن بلغت هِمَّتَه الثُّريا صَام متى شاء وفي أيّ يومٍ أراد، لا سيّما في فصلِ الشّتاء، فهو غنيمةُ المسلم؛ قَصُرَ نهارُه فصامه، وطالَ ليلُه فقامه، ومن المؤسِف أنّ البعض لا يعرفُ الطّاعة والعبادة وقراءةَ القرآن إلا في رمضان، فما أن ينقضيَ عادوا لغفلتِهم ومعاصيِهم، وكأنَّ العبادةَ فقط في رمضان. وقد وردَ في الصّحيح أنَّ رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم قال: (من صامَ يوماً في سبيل الله باعَدَ اللهُ وجهَه عن النّارِ سبعين خريفاً).
فضل الصّيام والحكمة منهالحكمةُ من الصّيام لا يعلمُ فضلَها إلا اللهُ عزَّوجلّ، وبعض تلك الفضائل العظيمة ما يأتي:
إنَّ من علاماتِ قبولِ الله تعالى طاعة العبدِ وصيامِه لشهرِ رمضان هو توفيقه إيّاه للمداومةِ على الطّاعات والعبادات بعد رمضان؛ فيُوفّقه مباشرةً لصيامِ الأيام السّت من شهر شوال، هذه الأيام المباركات، فهي كصلاةِ السُّنن للفرائضِ، وكما أنَّ السُّنن تجبُرُ ما حدثَ في الفرائضِ من نقصٍ وخللٍ، فهي أيضاً تجبُر صيامَ رمضان بفضلِ الله ومِنّتِه، وهي من مواسم الطّاعات التي لا تتكرّر في العام إلا مرّة واحدة، والسّعيدُ من اغتنمَها وفازَ بها، وحصّلَ الأجرَ العظيم.
وصيامُ السّتةَ أيام من شّوال مُستحبٌّ وليس بفرضٍ، ومن قامَ بصيامِ هذه الأيام له الأجرُ والثّواب العظيم، ومن صامها مُتْبِعاً إيّاها رمضان فكأنّما صامَ الدّهر. وقد أخبرنا بهذا الفضل العظيم رسولُنا الكريم؛ إذ وردَ في صحيح مسلم عن أبي أيّوب الأنصاريّ - رضي الله عنه - أنَّ رسولَ الله - صلّى الله عليه وسلّم - قال: (من صام رمضان ثم أتْبَعَه ستاً من شوالِ كان كصيامِ الدّهر).
المقالات المتعلقة بفضل صيام ستة أيام من شوال