التّدخين هو عمليّةٌ يجري فيها إحراق مادّةٍ مُعيّنة، والمادة الأكثر استخداماً في ذلك هي مادة التّبغ، وبعد إحراقها يتذّوقها الشخص ويَستنشقها.[١] يلجأ بعض الأشخاص للتدخين لاعتبارهم أنّه ممارسةٌ تُساعد في الترويح عن النفس، وتتمّ مُمارسته أحياناً في بعض الطقوس الدينية لإضفاء حالة التنوير الروحي، ومن أبرز وسائل التّدخين شيوعاً في هذا الوقت السّجائر سواءً أكانت بإنتاجٍ صناعيّ أو تلك التي تُلفُّ باليد، كما أنّها توجد وسائل وأدوات أخرى للتّدخين كالغليون والشيشة[١].
تعريف التّبغالتبغ هو نوعٌ من أنواع النباتات في أمريكا، ويحتوي على مادّةٍ سامّة، ولفظه مأخوذٌ من كلمة "تاباغو" المُطلق على جزيرة في خليج المكسيك حيثُ وُجد لأول مرة فيها، ونُقل منها إلى مُختلف أنحاء العالم.[٢]
تاريخ التّدخينيعودُ تاريخ التّدخين إلى سنة 5000 قبل الميلاد؛ حيثُ كان موجوداً في مُختلف الثّقافات في العالم، وقد ارتبطت الاحتفالات والمَباهج الدينية قديماً بالتّدخين؛ حيثُ كان يُرافق تقديم القرابين للآلهة القديمة، كما كان مُلازماً لطقوس التّطهير.[٣]
عندما غزت أوروبا استكشافيّاً القارتين الأمريكيتين ساهم ذلك في انتشار التّبغ إلى كلّ أجزاء العالم بشكلٍ سريع، وفي أوروبا ساهم التّدخين في تقديم نشاطاتٍ اجتماعيّة جديدة للسُكّان وصورةً من صور تعاطي المخدّرات بشكلٍ لم يُعرف سابقاً،[٣]أمّا في الدوّل العربية ففي فلسطين قد عُرف التبغ لأوّل مرّةٍ عام 1603م في زمن السلطان أحمد الأول، وبعد ذلك تمّ مَنع وحَظر التدخين على سكّان القدس عام 1633م في زمن السّلطان مراد الرابع.[٣]
أصناف التّدخينيُصنّف التّدخين إلى عدّة أنواع وحسب عدّة معايير، منها:[٢]
حسب الدافع المؤدي لهيضمُّ دخّان السجائر ما يفوق 4700 مادة كيميائية؛ حيثُ بيّنت الدّراسات والأبحاث أنّ 60 مادة منها تُشكِّل مواد من المُحتمل أن تقود للإصابة بالسّرطان، ولأجل ذلك فإنّها تُصنّف ضمن المواد السرطانية،[٤] وعندما يُدخّن الشّخص فإنّ التّبغ وباقي المواد تخضع لمَجموعةٍ من التّفاعلات الكيميائية لتُشكّل الدخّان الذي يحوي أكثر من 400 مادة، ومن هذه المواد:[٥]
ومن المواد المسرطنة:[٥]
يقود التّدخين إلى أن يُصاب الفردُ المُدخِّن بالكثير من المَشاكل الصحيّة والأمراض، ومنها:[٦]
إنّ الأعراض التي تأتي بعد الإصابة بأحد هذه الأمراض قد تتسبّب بزيادة الضّغط العصبي والنّفسي ممّا يُؤثّر بشكلٍ سلبيّ على حياة الشّخص، كما يَظهر جلدُ الشّخص المُدخّن بمظهرٍ يجعل صاحبه يبدو بعمرٍ أكبر ممّا هو فيه، كما يؤثّر على حاسة التّذوق وقد يُسبّب العجز الجنسي للرجال.[٦]
الخطر الاقتصاديبيّنت دراسةٌ أجراها المَعهد الوطني الأمريكي للسرطان ومُنظّمة الصحّة العالمية كُلفة التّدخين ضمنَ الاقتصاد العالمي؛ حيثُ تَبيّن أنّه يكلّف الاقتصاد العالمي سنوياً ما يفوق تريليون دولار، ومع أنّ الخبراء قالوا إنّ التدخين بصِفَته أكبر مُسبّبٍ للوفاة حول العالم يُمكن الوقاية منه وصرف خطره عن كثيرٍ من النّاس، إلاّ أنّ عدد المتضرّرين والذين سوف يَفقدون حياتهم جراء هذه العادة السيئة سيزدادون إلى الثُّلث بمجيء عام 2030م.[٧]
ومن المؤسف أنّ كلفة التّدخين الإجمالية تفوق بشكل كبير الإيرادات العالمية القادمة من فرض الضّرائب على التّبغ والتي قُدِّرت بما مقداره 269 مليون دولار عام 2013م، و2014م كما قالت منظّمة الصحة العالمية، وبيّنت الدِّراسة كذلك أنّه من المُتوّقع أن تزداد عدد الوفيّات المُتعلقة بالتّدخين من 6 ملايين وفاة سنوياً إلى ما يقارب 8 ملايين وفاة بمجيء عام 2030م، وستكون النّسبة الأكبر بما مقداره 80% من مجموع الوفيات هذه مُتواجدةً في البلدان التي تُعاني من انخفاضِ وتوسُّط مستوى الدّخل. [٧]
من الجدير ذكره أنّ التّدخين مَسؤولٌ عن تكاليف باهظة للرّعاية الصحيّة والإنتاجية المصروفة هدراً سنويّاً بما يزيد عن تريليون دولار حسب هذه الدّراسة التي راجعها ما يزيد عن 70 خَبيراً عالميّاً.[٧]
بيّن التّقرير المكوّن من 688 صفحة أنه من المتوقع استمرار ازدياد الكلفة الاقتصادية، وأنّ الحكومات تملك أساليبَ تقليص تداول التّبغ واستخدامه وبالتالي تقليص الوفيّات المُتعلّقة به، إلّا أنّها فتَرتْ وتقاعست عن استخدام هذه الأساليب بالكفاءة اللازمة؛ حيثُ إنّ مخاوف الحكومات من أن يكون التّاثير سلبيّاً على اقتصادها إن أجرت الرّقابة على صناعة وإنتاج التبغ، مما عدّه التقرير مُبرّراً غير مقبول.[٧]
فيديو عن تأثير التدخين على صحة الجلد والبشرةللتعرف على المزيد من المعلومات عن التدخين و تأثيره على صحة الجلد و البشرة شاهد هذا الفيديو.
المراجعالمقالات المتعلقة بتعريف التدخين