موضوع عن زيارة دار الأيتام

موضوع عن زيارة دار الأيتام

اليتيم

اليتيم هو من فقد والده قبل أنْ يبلغ مرحلة الاحتلام، ومن فقد كلا والديه يطلق عليه اللطيم، وهو بذلك قد فقد أحد مرتكزات الحياة الأساسية، فالإنسان يحتاج إلى وجود الوالدين ليعتنيا به ولينعم بعطفهما، ولكن عندما يفقد الطفل أحد والديه أو كليهما فإنَّ ذلك يؤدي إلى إحداث الخلل في منظومة حياته، وغالباً عندما يفقد الطفل والده فإن الوالدة هي من تتكفّل به ومن يفقد والدته فإن الوالد هو من يتكفّل به ولكن عندما يفقد الوالدين معاً فإن الأقارب هم الأولى بكفالته ورعايته.

يمتنع في بعض الحالات الأقارب من كفالة يتيمهم لأسبابٍ مختلفةٍ قد تكون لعدم قدرتهم على توفير احتياجات هذا اليتيم، فارتأت الحكومات تأسيس دورٍ خاصّة لكفالة مثل هؤلاء الأيتام وتقديم الرعاية والاهتمام لهم إلى أن يصلوا إلى سن البلوغ والقدرة على الاعتماد على النفس. تحتاج دور رعاية الأيتام إلى الدعم من الجهات الخارجية لتستطيع الاستمرار بتقديم الخدمات للأيتام، ويختلف هذا الدعم؛ فقد يكون من خلال تقديم الأموال للدور أو تنظيم الزيارات للأيتام فيها أو تقديم الخدمات مجاناً لهم وغيرها. قال تعالى " يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْيَتَامَى قُلْ إِصْلَاحٌ لَهُمْ خَيْرٌ وَإِنْ تُخَالِطُوهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ".

زيارة دور الأيتام

أوصى الإسلام بالعناية باليتيم ومساعدته في الاعتماد على نفسه في حياته، وأعطاه حقوقاً وحماها، قال تعالى " وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ"، وذلك تكريماً لسيّدنا محمّد صلى الله عليه وسلّم الذي فقد والده قبل أن يولد ثم فقد والدته في عمرٍ صغيرٍ جداً ليصبح يتيم الوالدين.

يفتقد اليتيم إلى مشاعر الحنان والعطف؛ لذلك فهو يحتاج إليها من المُحيطين به، ومن هنا تأتي أهميّة زيارة دور الأيتام؛ حيث يشعر اليتيم بمؤازرة بقية الناس له وبمشاركتهم له بما يشعر به من حرمانٍ وفقدانٍ لشيءٍ عزيزٍ عليه، وهذا يرفع من روحهم المعنوية ويجعلهم يدركون مدى أهميتهم في المجتمع مما يحفّز لديهم الرغبة في التعلّم والنجاح والاعتماد على الذات بشكلٍ إيجابي وخدمة المجتمع.

يُمكن لمن يزور دور الأيتام أنْ يُحضر معه الهدايا والألعاب للأيتام، ويمكن إشراكهم في الرحلات وإدخال الفرح والسرور إلى قلوبهم، كما أنّ البعض قد يتكفّل بمصاريفهم وتكاليف تعليمهم، والبعض الآخر يُخصّص لهم يوماً في الأسبوع لإشراكهم في الحياة الأسرية لتعويضهم عن فقدانهم لجو الأسرة، كما أنّ هذه الزيارات تنزع الحقد والحسد من قلوب الأيتام تجاه الناس وتساعدهم على النموّ النفسيّ السليم لشعورهم بالتساوي مع الأشخاص العاديين.

المقالات المتعلقة بموضوع عن زيارة دار الأيتام