تُعدُّ علاقات الصداقة من أنماط العلاقات الاجتماعيّة المهمّة للأفراد، فمن خلالها يعزز الإنسان ذاته، ويمد جسوره مع الآخرين، ويحقق مصالحه المتعددة في الحياة، وكذلك يهتدي إلى الصواب من الأمور في شتى قضايا الحياة، ومن الجدير بالذكر أنّ الله فطر الإنسان على حبّ العلاقات الاجتماعيّة، وجعل الصداقة السويّة من موجبات الحياة الكريمة في الدنيا والآخرة، قال تعالى: (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف: 67]، ولكن لا بدّ من توفّر صفات معيّنة في الصديق الذي يختاره الشخص.
ينبغي السعي الحثيث لإيجاد أصداقاء متى حرم الإنسان منهم، وفق المواصفات الصحيحة لاختيار الأصدقاء، وعليه قبل ذلك أن يطوّر نفسه اجتماعيّاً، فيفك قيد العزلة عن نفسه، ويختلط بالناس، في المسجد، وفي السوق، وفي مكان العمل، وفي المدرسة، وذلك بحسب الوسط والبيئة التي يعيش خلالها، وكذلك عليه أن يتّصف بالصفات، والأخلاق الحسنة التي ترغب النّاس به، وكذلك عليه أن يغيّر في نظرته للحياة، فيعيش الحياة بإيجابيّة قدر المستطاع، ويمزج ذلك كله بأن يملأ أوقاته بما هو مفيد، من استماع لدروس العلم، والحرص على المطالعة الذاتيّة، وتنظيم العلاقة بكتاب الله عزّ وجل، ففي ذلك نوع من التخفيف في حال ندرة أو انعدام الأصدقاء.
ملاحظة: إنّ الصديق الصالح يؤثر بشمائله الطيّبة، وصفاته على صديقه، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إِنِّما مَثَلُ الجَلِيسِ الصَّالِحِ، وجَلِيسِ السُّوءِ، كَحامِلِ المِسْكِ، ونافِخِ الكِيرِ، فَحامِلُ المِسْكِ، إِمَّا أنْ يَحْذِيَكَ، وإِمَّا أنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، ونافِخُ الكِيرِ، إِمَّا أنْ يَحْرِقَ ثَيابَكَ، وإِمَّا أنْ تَجِدَ رِيحًا خَبيثَةً) [صحيح]، كما أنّ الصداقة تقوم على أسس سليمة وصحيحة، وبذلك تكون أدعى إلى الاستمرار، والثبات، والاستقرار، ومتى قامت الصداقة على المصلحة، كانت أقصر أمداً، وزالت بانتهاء هذه المصالح، وقد تنقلب إلى عداوة في بعض الأحيان.
المقالات المتعلقة بليس لدي أصدقاء ماذا أفعل