اختيار الأصدقاء الصديق هو السند الذي نتكئ عليه وقت المحن، وهو صندوق الأسرار التي نفيض إليه بكل ما يجول في خواطرنا من آلامٍ وهمومٍ وسرورٍ وبهجة، كما أنّه الأخ الروحيّ للإنسان الذي ولدته الحياة وقدمته لنا، ولهذا على الإنسان التفكير بشكلٍ عميقٍ ودقيقٍ عند اتخاذ أحدهم صديقاً، وعليه التفكير بشكلٍ عقلانيّ في صحبته مع الآخرين، وعدم الإنقياد وراء العاطفة فقط، وذلك حتّى لا يعرض نفسه للخذلان والمواقف المحرجة والصعبة، وفي هذا المقال سنذكر طرق اختيار الصديق.
طرق اختيار الأصدقاء - التعرف بشكلٍ مقربٍ على الأشخاص المحيطين بك، سواءً في المدرسة أو الجامعة أو العمل، وذلك من خلال إثارة النقاشات معهم، فالنقاش هو الطريق الأسهل لمعرفة طباع وسلوك وظروف الأشخاص المحيطين بك، وكذلك يمكنك من التعرف على مستواهم الثقافيّ، والعلميّ، والأخلافي.
- التقرب من الأشخاص الذين يتشابهون معك بالهوايات والاهتمامات، وبذلك تحقق هدفاً من أهداف الصداقة، وهو قضاء أوقاتٍ ممتعةٍ مع أشخاص لهم نفس الهواية، وبالتالي القضاء على الشعور بالوحدة، والجدير بالذكر أنّ قضاء أطول وقتٍ ممكنٍ مع الصديق يعزز الصداقة ويقوّيها، في حين البعد والانقطاع غالباً ما يسبب فتور الصداقة.
- مراقبة تصرفاته مع الآخرين، فمثلاً الشخص الذي يضحك مع الآخرين في وجههم وعند غيابهم يتكلم عنهم بالسوء، أو يتكلم عنهم بطريقةٍ سيئةٍ، أو دونيةٍ، أو متعجرفة، فهو شخصٌ سيء الخلق، ومن غير الممكن الوثوق به واتخاذه صديقاً، لأنّه حتماً كما تحدث عن غيرك بالسوء سيتحدث عنك، ولعله من أصعب المواقف التي يتعرض لها الإنسان، كالتعامل مع شخصٍ يضحك بوجهه، وفي غيابه يطعن به وبسمعته.
- الاحترام والقبول بين الأصدقاء من المقوّمات الأساسية لنجاح الصداقة، فعليك تقبل الاختلاف بينك وبين صاحبك في الميول السياسية والمعتقدات الدينية، كما يجب عليك احترام رأيه وأفكاره في أيّ موضوعٍ كان؛ لأنّه من المستحيل تشابه الناس في الأفكار والآراء والتجارب الحياتية.
- القيام برحلة سفرٍ مع الصديق، فالسفر يساعدك على اكتشاف الصديق بشكلٍ أعمق وأكبر، كما أنّه يمكّنك من التعرف على أدبياته وعاداته في تناول الطعام وصرف الأموال، وكذلك يتيح لك الفرصة في التعرف على درجة نظافته؛ لأنّ السفر يمكّنك من قضاء يومٍ طويلٍ مع صديقك وليس ساعات.
- الصبر، من الأفضل اختيار صديقٍ لديه القدرة على تحمل أعمالك وتصرفاتك، فالصبر من أهمّ الخصائص التي يجب أن تتوفربين الأصدقاء، كما يجب عليك أنت أيضاً تحمل تصرفات وأعمال صديقك، ومن الضروري أن يتحلى صديقك بالتسامح، لأنّه من الطبيعي أن تقع أنت في خطأ بحقه لذا عليه مسامحتك، وهو أيضاً سيخطئ بحقك وأنت عليك مسامحته.