الحوار يُعَدُّ الحوارُ من أبرز وسائل تبادل الرأي، وعرض لوجهاتِ النّظر المختلفة فيه، وموازنتها والمقارنة بينها، إذ يعمدُ فيه طرفانِ أو مجموعة أطراف إلى عرض قضيَّة حواريَّة، حيث يعرِضُ كلُّ فريق أو طرف رأيه حولَها، ثمَّ محاولة الخروج برأي تقريبيّ أو صحيح حول هذه القضيَّة، وحتى يحقّقَ الحوار دورَه على الشّكل الصحيح والمطلوب فلا بدَّ من التزام آداب الحوار بين المتحاورين، وتوفّر شروطه في الوقتِ ذاتِه.
آداب الحوار وشروطه - وجود قضيَّة حواريّة واضحة تستدعي الحوار، وتكون هذه القضيَّة مسألةً خلافيَّة، أو مشكلةً أو نزاعاً قائماً مختلَفاً فيه.
- وجود الوعي المناسب بهذه القضيَّة الحواريّة لدى كافّة أطراف الحوار، فالجهل بالقضية الحواريَّة يعكس فشلاً بين المتحاورين في إدارة الحوار، وبالتالي الوصول إلى الغاية أو الهدف منه.
- وجود خلاف بين أطراف الحوار، في طريقة النظر للقضيَّة الحواريَّة، ذلك أنَّ موضوع الحوار التقريبُ بين الآراء المختلفة، ولا قيمة له في ظلِّ وجود رأي متطابق، أو متّفق عليه سلفاً قبل بدْءِ الحوار.
- ترك التعصُّب للفكر أو الرأي الحزبيّ أو الشخصيّ جانباً؛ لأنَّ التعصُّبَ بهذا الوصف يعطي نتيجةً مفادُها فشلُ الحوار قبل أنْ يبدأ.
- اختيار الألفاظ المهذَّبة في الحوار، وعدم الشتم أو التجريح، فهي تضفي على الحوار جوّاً حضاريّاً، وتسهم في سرعة تحقيقه لغاياته، وبخلاف ذلك يمثِّل فشلاً ذريعاً في إدارة الحوار.
- حسن الاستماع والإنصات، وعدم مقاطعة أطراف الحوار لبعضهم البعض، ففي المقاطعة إفشال للحوار، وتفريغ له من قيمته وغاياته.
- الالتزام بخفض الصّوت، وبأن يكون بقدر الحاجة إليه؛ فلا علاقة لحدّةِ الصوتِ بقوَّة الرأي أو الحجّة، ولا يعبِّر عنها أصلاً.
- استناد المتحاورين إلى المنطق الصحيح، وقوّة الحجَّة، والدليل البيِّن الواضح.
- أن يكون الهدف من الحوار الوصولَ إلى الحقيقة، وليس الحوارُ من أجل الحوار فقط.
- توفُّر الاستعداد التّام من كافَّة أطراف الحوار للتنازل عن الرأي الخاطئ، لصالح الرأي الصحيح.
يحتاجُ فنُّ الحوار كأيّ فن إلى عناصرَ أساسيّة، وكلّما توفرت هذه العناصر وتضافرت في الحوار أكسبته الجديَّة والموضوعيَّة، وذلّلت العقبات التي تَحولُ دون نجاحه، وانعكست آثاره الايجابيَّة عليه والمتمثلة في تحقيق الحوار لأغراضه الحواريَّة، من تقريب بين وجهات النظر، ووصول إلى الحقيقة، والإفادة من ثمار الحوار العظيمة، كحلٍّ لنزاع أو خصومة، وتوضيح لمسألة خلافيّة، والخروج برأي صحيح إزاءها، والذي يحدّد نجاحَ الحوار من فشله هو مدى التزام أطراف الحوار بآدابه اللازمة، وعناصره المُفضية إلى نجاحه.