بيّن النّبي صلّى الله عليه وسلّم أنّ الحكمة هي ضالّة المؤمن أبداً ، فهو يسعى إليها وهو أحقّ النّاس بها ، ذلك بأنّه صاحب الرّسالة الخالدة التي ارتضاها الله تعالى للبشريّة جمعاء حيث قال جلّ وعلا على لسان نبيه ( ورضيت لكم الإسلام ديناً ) فدعوة الإسلام هي الدّعوة التي هيمنت على كلّ الرّسالات ونسختها فلا يقبل من أحدٍ غير دين الإسلام وهو دين التّوحيد ، وقد بيّن الله تعالى أنّه من يعطيه الله تعالى الحكمه فقد أوتي خيراً كثيراً ، ذلك بأنّ الحكمة تجعل الإنسان مستبصراً يرى الحياة بنور الله تعالى فلا يحيد عن الصّراط ولا يتنكّبه ذلك بأنّ الحكمة توقد شمعةً تضيء في ظلمات الليالي وحين يغيب النّور عن الكثير من النّاس فيلجؤون إلى صاحب هذه الشّمعة ليستضيؤوا بنورٍ من نوره ، ولكي يكون الإنسان حكيماً عليه أن يتّبع وسائل نذكر منها :
خشية الله تعالى ، فحين تغلب خشية الله تعالى والإيمان على قلب المؤمن تراه حكيماً في أفعاله وأقواله ، ويعطيه الله تعالى جزاء على ذلك الحكمة هبةً منه سبحانه ، قال تعالى ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيرا ) ، وقد اشتهر في التّاريخ اسم لقمان الحكيم الذي سمّيت سورةٌ باسمه في القرآن وذكرت قصّته وكيف كان يوصي ابنه بالتّوحيد والبعد عن الشّرك وطاعة الله تعالى ، وإنّ الحكمة ليست صفةً لازمةً للمتّقين بل هي صفةٌ زائدةٌ يتكرّم الله تعالى بها على صفوته من عباده .
التّريث والأناة ، فالإنسان الحكيم هو الذي يكون متريّثاً قي أموره بعيداً عن العجلة في الحكم على الأشخاص ، بعيداً عن العجلة في ردود الأفعال ، الذي ينظر في الأمور والقضايا التي تعرض أمامه نظرة المحلّل الثّاقبة حيث يتبيّن حيثيّاتها وبواطنها ويستكشف ما تخفيه طيّاتها ، فلا يحكم في الأمور إلا من بعد دراسةٍ متأنيّةٍ وبحثٍ دقيقٍ وبالتّالي تقلّ نسبة الخطأ في حكمه إلى أدنى حد، وكذلك الإنسان الذي يكون عنده قدرةٌ على استشراف المستقبل بما يحمله من علمٍ وثقافةٍ تمثّل له ذخيرةً كبيرةً توسّع مدارك نفسه وآفاقها ، فيكون المنظار الذي يملكه لرؤية الأمور أوسع من منظار غيره من النّاس .
وأخيراً على الإنسان الذي يسعى لأن يكون حكيماً أن ينظر في سير الحكماء في التّاريخ وما كتبوه من كتاباتٍ خُلّدت ذكراها في سفر التّاريخ نبراساً يهدي الأمم .
المقالات المتعلقة بكيف تكون حكيم