الإحسان هو إتقان العمل على أكمل وجه، وهو ثالث مراتب الدين، كما يعني عبادة الله كأنّك تراه، فإن لم تكن تراه فإنّه يراك، وقد أمرنا تعالى بالإحسان في مختلف مجالات الحياة، (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [النحل:90]. وفي هذا المقال سنعرفكم على كيف تكون محسناً.
كيف تكون محسناً الإحسان في العبادةلا بدّ من أداء العبادة مثل الصلاة وغيرها بإحسان، وذلك عن طريق أدائها على أفضل وجه؛ لأنّ الإحسان من الأخلاق المرتبطة بالعبادة، ففي الحديث الصحيح جاء جبريل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: (يا محمد! أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم. وتقيم الصلاة. وتؤتي الزكاة. وتصوم رمضان. وتحج البيت، إن استطعت إليه سبيلاً" قال: صدقت. قال فعجبنا له. يسأله ويصدقه. قال: فأخبرني عن الإيمان.قال: "أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر. وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه. فإن لم تكن تراه، فإنه يراك) [صحيح مسلم].
الإحسان بالوالدينقال تعالى:(وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا) [الإسراء:23]، كما وورد بالسنة النبوية:(أقبل رجلٌ إلى نبيِّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فقال : أُبايِعْك على الهجرةِ والجهادِ، أبتغي الأجرَ من اللهِ. قال " فهل من والدَيك أحدٌ حيٌّ ؟ " قال : نعم. بل كلاهما. قال " فتبتغي الأجرَ من اللهِ؟ " قال : نعم. قال: "فارجِعْ إلى والدَيك فأحسِنْ صُحبتَهما")، لذلك لا بدّ من معاملتهما معاملة حسنة، وتجنّب رفع الصوت عند الحديث معهما، وإطاعتهما فيما لا يغضب الله، ورعايتهما في الكبر.
الإحسان لإناثالإحسان للإناث يكون بناءً على طريقة معاملتهنّ، وذلك من خلال نصحهنّ، وإعانتهنّ على طاعة الله، ومن أمثلة ذلك إحسان النبي صلى الله عليه وسلم إلى ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها، حيث كانت لا تدخل عليه إلا وقام لها، وقبّلها من رأسها.
الإحسان في التحيةقال الله تعالى: (وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا) [النساء:86]، ويكون الإحسان في التحية بمدّ يدك في حال مدّها الطرف الآخر، والتبسّم له.
الإحسان فى الجدالقال تعالى:(ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ۖ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ ۖ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ)[سورة النحل:125]، فعند الاختلاف مع أحدهم في وجهة النظر، لا بدّ من تقبّل رأيه، وطرح رأيك بطريقة مناسبة وحسنة، مع الحرص على عدم التجريح.
الإحسان في الكلامذلك عن طريق اختيار أرق الكلام، واستخدام النبرة الرقيقة في الصوت، والكلمة الحلوة.
الإحسان في الزواجقال تعالى: (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) [النساء:19]، حيث يعني ذلك ضرورة معاملتهنّ بالمعروف حتى في حال الإساءة، بالإضافة لحسن اختيار الزوجة، من خلال البحث عن الصفات الخلقيّة، والحسنة، لا الشكليّة.
الإحسان في الحربقال النبي صلى الله عليه وسلم للجيش فى غزوة مؤتة عند خروجهم: (انطلقوا بسمِ اللَّهِ وباللَّهِ وعلى ملِّةِ رسولِ اللهِ لا تقتلوا شيخًا فانيًا ولا طفلًا صغيرًا ولا امرأةً ولا تغلُّوا وضمُّوا غنائمَكم وأصلحوا وأحسنوا فإنَّ اللَّهَ يحبُّ المحسنينَ) [تخريج مشكاة المصابيح]، بالإضافة للإحسان عند قتل الأعداء، حيث حدّد الله تعالى مكان الضرب عند القتل، وهو عند الرقبة، وضربهم مباشرةً دون تعذيب، فجاء في قوله تعالى:(فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنانٍ) [سورة الأنفال:12].
المقالات المتعلقة بكيف تكون محسناً