الزواج
الزواج هو الرباط المقدّس الذي يربط بين الرجل والأنثى في إطارٍ شرعيّ، وقد أولى الإسلام الزواج أهميةً خاصّةً لأنه أساس بناء الأسرة، والأسرة هي اللبنة الأساسيّة في المجتمع وهذا يدلّ على أنّ نجاح أيّ مجتمعٍ مرتبط بشكلٍ وثيقٍ بنجاح دور الأسرة فيه، ويحتاج هذا الزواج إلى التأنّي عند الإقدام عليه فلا بُدّ من اختيار الزوجين لبعضهما البعض على أسسٍ متينةٍ من أجل استمرار نجاح الزواج ومن أهمّ الأسس الدين.
بعد أن يختار كلا الشريكين بعضهما البعض ينتقلان إلى مرحلة الخطبة ثمّ مرحلة الزواج؛ حيث يصبح فيها الطرفان مشتركان معاً في كل تفاصيل الحياة، ويحاول جميع الأزواج البحث عن سعادة الحياة الزوجيّة في جميع جوانب الحياة وذلك لأنّ من يُحقّق السعادة في بيته يمكن له تحقيق السعادة في الأماكن المختلفة.
مقومات الحياة الزوجيّة الناجحة
- المودة والمحبة؛ فالمحبة تقرّب قلب الزوجين من بعضهما البعض وتجعلهما يشعران معاً في جميع الظروف، والمودّة والرحمة تجعل كلاهما يعطف على الآخر ويصونه حتى في غياب الحب.
- التفاهم فيما بينهم وتقارب وجهات النظر لأن الحياة الزوجية هي مشاركة الزوجين لبعضهما كافة التفاصيل، لذلك لا بدّ من وجود التفاهم من أجل تقدير كلا الطرفين للآخر.
- التجاوز عن الأخطاء، فالحياة لا تخلو من المشاكل ولكن لا بدّ من عدم تكبير هذه المشاكل ووضعها ضمن إطارٍ سليمٍ من أجل تجاوزها، فلا يجوز أن يقف أحدهما للآخر على الخطأ لأنّه بذلك يهدم أواصر المحبة، وإنما لا بدّ من الجلوس بهدوء لحلّ المشاكل فيما يُحقّق مصلحة الأسرة بعيداً عن الأنانية، والاعتراف بالخطأ، كما لا بدّ من الابتعاد عن إقحام الأطفال في المشاكل التي تحدث وعدم تفريغ العصبية بهم.
- الأمان؛ فإشعار كلّ طرفٍ للآخر بالأمان يزيد من مدى قوة الرابطة الزوجيّة ويُقرّب الزوجين من بعضهما البعض، فيشعر الطرفان بعدم تعرضه للأذى الجسديّ أو النفسي من الطرف الآخر ممّا يجعله يبذل ما في وسعه لإنجاح الزواج وإسعاد الطرف الآخر.
- الاحترام المتبادل وتقدير مشاعر كلّ منها للطرف الآخر والابتعاد عن التجريح والتشهير عند وقوع المشاكل، ونشر روح الفكاهة في الأسرة لإضفاء الجوّ الممتع بعيداً عن التعصّب والتعنّت.
- التعاون فيما بين الزوجين من أجل تحقيق مصالح الأسرة، فتقف الزوجة إلى جانب زوجها وتراعي تعبه، وكذلك الزوج يُساعد الزوجة في أعمال المنزل ولا يلقي عليها الكثير من المتاعب والأعمال وخاصّةً إذا كانت موظفةً، كما أنّ مساعدة الزوج تمتدّ فيما يخصّ الأبناء.
- المشاركة فيما يخصّ مخططات الأسرة، ومستقبلها، فلا يجوز لأحدهما إقصاء الآخر في التخطيط للمشاريع المستقبليّة للأسرة والابتعاد عن أخذ القرارات الفرديّة التي قد تُثير المشاكل أو قد تفتقد للنجاح.