ما هي صفات الزوج الصالح

إنّ من غاياتِ الشّريعة الإسلاميّة وأهمّ مقاصدها تحقيقُ السّعادة للنّاس، من خلال تلبية رغباتهم وقضاء حاجاتهم المشروعة في الدنيا، لصرفهم عن التّكفير في إشباع رغباتهم ونزواتهم بالطّرق المحرّمة، لذلك عنيت الشّريعة الإسلاميّة بمسألة الزّواج، ووضعت لهذه العلاقة المقدّسة الإطار الصّحيح الذي يضمنُ لها أن تسيرَ وفقَ ما أراد الله تعالى وأن تكتسبَ صفة الديمومة والاستمراريّة في جوّ من المودّة والرّحمة والسّكينة.

لا شكّ بأنّ صلاح الزّوج من أهمّ الأمور التي تنظرُ إليها الزّوجة حينما يتقدّم إليها الرّجال؛ لأنّ الصّلاح يعني الكثير، فالرّجل عندما يكون صالحاً يرعى شؤون زوجته وأسرته، ويخشى الله فيهم، كما يكون في صلاحه الخير الكثير والعاقبة الحسنة لزوجته وأولاده في الدّنيا والآخرة، ومن صفات الزّوج الصالح نذكر:

• إيمانه وتقواه، فالإيمان والتّقوى من أهمّ صفات الزّوج الصّالح، حيث يتجلّى الإيمان في سلامة الاعتقاد، وصحّة التّوحيد الذي يدفع الإنسان للاستقامة على منهجِ الله تعالى والالتزام بشريعته في الحياة، كما أنّ التّقوى سمةٌ من سماتِ الزّوج الصّالح تحمله على اجتناب الفواحش والمنكرات، والالتزام بالأعمال الصّالحة، ومراعاة حقّ زوجته عليه في النّفقة والمعاملة الحسنة وحسن العشرة.
• رضاه وقناعته بما كتب الله له، فالزّوج الصّالح بلا شكّ يرضى بقضاء الله له فإذا يسّر الله له زوجةً صالحة تمسّك بها فلا ينظر إلى غيرها من النّساء وإن تفاضلن عليها في الجمال أو المال، لأنّه يدرك أنّ ما كتبه الله هو خيرٌ له.
• تسامحه وعفوه، فمن صفات الزّوج الصّالح التّسامح والعفو والبعد عن الحقد والضّغينة، فهو يدرك أنّ كلّ بني آدم خطّاء، وإنّه إن كره من زوجته خلقاً رضي َمنها خلقًا آخر، كما أنّه يدرك فضل العفو وأنّه من شيم المتّقين.
• حفظه لأسرار العلاقة الزوجيّة، فمن صفاتِ الزوج الصّالح أنّه ينظر إلى أسرته على أنّها مستودع أسراره، ومحلّ ثقته، فلا يفشي تلك الأسرار إلى أحدٍ من النّاس، وإن حصلت بينه وبين زوجته مشكلة لم يعلم غيره بها.
• معاونته لزوجته في أمور الحياة ومتطلّباتها ومسؤوليّاتها، فقد سألت السّيدة عائشة عن النّبي -عليه الصّلاة والسّلام- كيف يكون في بيته فقالت يكون في مهنة أهله حتّى إذا حضرت الصّلاة خرج، فالزّوج الصّالح وتأسياً برسول الله لا يتكبّر عن مساعدة زوجته في أعمال البيت؛ لأنّه يدرك أنّ متطلّبات تدبير أمور البيت والعناية بالأولاد لا تقدّر المرأة على تحمّلها وحدَها فهي تحتاجُ إلى مساعد زوجها بلا شكّ حتّى يخفّف عنها وطأة الحياة وأعبائها.