الصدقة شجّع الإسلام على جميع الأعمال الصّالحة والجيّدة، وأبقى على بعضها التي كانت مُنتشرةً عند العرب في الجاهلية، ومنها الصدقة؛ فالصّدقة هي تمليك المُحتاجين للمال سواءً كان عينيّاً أم نقديّاً دون مقابل بقصد إرضاء الله تعالى وكسب الأجر والثواب، فعندما يَتقدّم المتصدّق بالصدقة فإنه لا يقصد الفقير أو المحتاج بحدّ ذاته وإنّما وجه الله تعالى، لذلك فمن آداب الصدقة أنْ لا يتكبّر المتصدق على الفقير أو المحتاج وأن لا يتعالى عليه.
أعدّ الله تعالى الأجر العظيم للصدقة لما لها من فوائد جمة على الفرد وعلى المجتمع، ولكن قد يحتار البعض في نوعيّة الصدقات التي يقدمها لتكون ذات أجرٍ عظيمٍ.
أهمية الصدقة
- سد حاجة الفرد الفقير، وتطهير نفسه من الحقد على أخيه الغني.
- تطهير نفس الغنيّ من البخل وحب تجميع المال وتملكه.
- كسب دعوات الملك الذي يدعو له كل يومٍ بخلاف الشخص الممسك، قال صلى الله عليه وسلّم: (ما من يومٍ يصبحُ العبادُ فيه، إلا ملَكان ينزلان، فيقول أحدُهما : اللهم أعطِ مُنفقًا خلفًا، ويقول الآخرُ : اللهم أعطِ مُمسكًا تلفًا) [صحيح بخاري ومسلم].
- تحقيق المباركة في المنال؛ فالصدقة لا تنقص المال بل تزيده وهذا بشهادة المُواظبين عليها.
- إطفاء غضب الرّب ومحو الخطيئة، وكسب الأجر والثواب.
- علاج الأمراض وحماية الأعراض كما أشار النبيّ صلى الله عليه وسلّم إلى ذلك.
- الوقاية والستر من نار جهنّم، والاستظلال بظلّها يوم القيامة، والوِقاية من عَذاب القبور.
أفضل أنواع الصدقات
لا يوجد فرقٌ في فضل الصّدقات من حيث الأجر، ولكن قد تكون هناك بعض الخصائص للمفاضلة مثل:
- حالة المتصدّق؛ فالمتصدّق الفقير يكسب الأجر أكثر من المتصدّق الغني، وذلك لأنّ الفقير لا يملك الكثير من المال وإنّما يملك كفاف يومه وعندما يتصدّق بجزءٍ منه فإنّه يَستغني عن جزءٍ من حاجته ويؤثر أجر الصدقة على شهواته بينما الغني عندما يتصدّق فإنه يخرج جزءاً فائضاً عن حاجته ولا يؤثر ذلك على مقدرته في تأمين حاجاته، كما أنّ صدقة الشخص السليم والصّحيح أفضل من صدقة الشخص المريض مرض الموت الذي يشعر بدنو أجله.
- حال المتصدّق عليه؛ فالصدقة التي تكون للقريب تعدّ أفضل من الصدقة التي تكون للغريب، كما أنّ الصدقة التي تكون للفقير والمحتاج تكون أفضل من الصدقة التي تكون لغير ذلك.
- الصدقة المخفية التي تفتقر إلى الرّياء؛ حيث يُخلص المتصدّق في عمله ولا يكون هدفه الحصول على مديحٍ أو رغبة في إرضاء الناس.
- الصّدقة على إنفاق الجهاد في سبيل الله تعالى وإعلاء كلمته عز وجل.