ما هي أفضل العبادات

العبادة هي القيام بكلّ ما يحبّ الله تعالى تقرّباً منه وطَمَعاً في الفوز بنعيمه والابتعاد عن عذابه، وهذه العبادة تأتي من عند الله تعالى لا يوجد بها أيّ شكٍ أو اجتهادٍ أو استنتاج؛ فقد تكون هذه العبادة بدنيّةً أو قولية يقوم بها المسلم بلسانه، كما قد تكون ظاهرةً للمحيطين أو باطنةً، ولكن تجتمع فيها كلّها حب الله تعالى والتذلّل له واستشعار عظمته.

خلق الله تعالى البشر على الأرض للعبادة؛ فأرسل إليهم الأنبياء والرسل لتوضيح الطريق السليمة لهم وإرشادهم حول تطبيق الدين وتوحيد الله تعالى والابتعاد عن كل ما هو مُخالف للشرع ويغضب الله تعالى. قال تعالى في سورة الأنبياء ((وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه إنّه لا إله إلا أنا فاعبدون)).

اختلف العلماء المسلمون في العبادة التي تعدّ هي الأفضل عند الله تعالى والأحب إليه، فكلٌّ اجتهد في بيان وجهة نظره والدلائل التي استدل منها على أفضلية عبادةٍ معيّنة، فيميل البعض إلى اعتبار أنّ التوحيد هي أفضل عبادة، فمن خلالها يدخل الشخص في دين الله وحصنه المنيع، بالشهادتين التي ينطق بهما العبد للخروج من دائرة الكفر والدخول إلى دائرة الإيمان يوحِّد الله تعالى، ففيهما يشهد بأن الله تعالى وحده لا شريك له، ثم تأتي بعدها الواجبات والحقوق له، ويعتقد البعض بأن الصلاة هي أفضل العبادات نظراً إلى أنّ إيمان العبد لا يكتمل إلّا بالقيام بها وهي أولى الأعمال التي يُسأل عنها العبد يوم القيامة فإذا صلحت صَلُح باقي عمله.

ويُعتبر ذِكر الله تعالى من العبادات المقرّبة إليه عز وجل واعتبرها البعض بأنها أفضل العبادات وبأنّ أهميّة الصلاة نابعةٌ من ذكر الله تعالى فيها والتضرع إليه، قال تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ).

يميل البعض إلى اعتبار العبادات الشاقة هي الأفضل لأنها تشق على المسلم وتخالف هواه، والأجر على قدر المشقة، والبعض يقول بأنّ أفضل العبادات هو الزهد في الدنيا والابتعاد عن نعيمها والتقليل من الاكتراث بها والاهتمام بالآخرة والتجهيز لها فذلك يجاهد النفس بشكلٍ كبيرٍ، بينما يذهب البعض إلى اعتبار الأعمال التي تفيد الناس هي أفضل العبادات؛ فالله تعالى فضّل العلِم على العابد نظراً لما يُقدّمه من خير للآخرين، من مساعدة الفقراء، وقضاء حاجة المُحتاجين لأنّه يؤدّي إلى حماية المجتمع الإسلامي ككل.

مهما كانت العبادة لا بدّ للمسلم أن يُخلِص فيها وينوي وجه الله تعالى والتقرّب منه والحذر من الرياء والحصول على مدح الناس فهذا يمحق العمل كاملاً.