إنّ البلغم هو عبارة عن مادة مخاطية ذات لون أصفر أو أخضر أو أبيض و كل لون له دلالة على مرض معين، علماً بأن هناك بلغم طبيعي في الجسم، تنتجه القصبة الهوائية والشعيبات الهوائية، ويكون على شكل بطانة تبطن القصبة والشعيبات الهوائية، وفائدته حماية الرئتين من التصاق العوالق التي تدخل إلى الرئة مع الهواء، فهذه المادة المخاطية هي التي تحمي الرئة وتحافظ على رطوبة الرئة، وسبب ظهور البلغم هو زيادة في إفراز هذه المادة المخاطية.
يتم التخلص من المادة المخاطية وجميع العوالق التي علقت بها عن طريق الخلايا المبطنة للقصبة والشعب الهوائية التي تحتوي على الملايين من الشعيرات الدقيقة التي تتحرك بصورة تلقائية باتجاه البلعوم، محركة معها البلغم بشكل يشبه أمواج البحر لينتقل من خلالها البلغم والعالق التي فيه من الشعيبات الهوائية ثم القصبة الهوائية وأخيراً إلى البلعوم على التوالي.
إنّ للتدخين أثر كبير على الإخلال بعملية التخلص من البلغم بالطريقة الطبيعية التي وهبنا إياها الله تعالى، لأنّ دخان السجائر يدخل إلى الرئتين من الفم مباشرة محملاً بأكثر من 500 عصراً كيميائياً ومواد سامة، فعند أول نفس (استنشاق) للسيجارة تبدأ سموم الدخان بإبطاء حركة الأنسجة والشعيرات الطاردة للبلغم، ومع مرور الوقت فإن هذه السموم توقف عمل الشعيرات كلياً وتتلف عملها، مما يسبب لها تهيجاً شديداً بالإضافة إلى زيادة إفراز المخاط المبطن للمجرى التنفسي فتتجمع هذه الإفرازات مكونة ما يسمى (البلغم)، وكثرة هذه الإفرازات تتسبب بإغلاق بعض الشعيبات الهوائية، وبذلك يتكون في هذه المنطقة وسط ممتاز وبيئة مثالية لنمو الميكروبات التي تسبب الأمراض، لذلك نرى المدخنون يعانون من زيادة اليغلم وكثرة السعال والأمراض الئوية والتنفسية، وعندما يزداد التهيج والإلتهاب تتغير الخلايا شيئاً فشيئاً ومع الوقت فإن الشعيرات الناقلة للبلغم تختفي بسبب كثرة السموم والإلتهابات، وبذلك تصبح الرئتين أكثر عرضة لوصول السموم لها، ممّا تؤدي كثرة السموم لحدوث الأمراض السرطانية بسبب تحول الخلايا المستقبلة للسموم إلى خلايا سرطانية، وهذه الامراض تستغرق وقتا مختلف من شخص إلى آخر، لذلك فإن البلغم هو وسيلة حماية لمجرانا التنفسي.
طرق علاج البلغمإن ما سبق ذكره هو أسباب البلغم، أما فيما يتعلق بطرق علاجه المنزلية فهي كالتالي:
هذه هي بعض الطرق المنزلية لعلاج البغم، لكن الوقاية خير من العلاج، فالإكثار من تناول السوائل الساخنة خاصة في فترة الشتاء تقينا من تشكل البلغم، كما أن الحرص على لبس الملابس الدافئة وتغطية الصدر والرقبة يمنع ظهور البلغم، والأهم من ذلك الابتعاد عن التدخين فهو لا يتوقف عند زيادة إفراز البلغم، إنّما يعمل على إتلاف خلايا الرئتين ليشكل بذلك حدوث مرض السرطان.
المقالات المتعلقة باسباب البلغم