خلق الله الإنسان، وجعله في المقام الأول والأخير من بين جميع المخلوقات التي أوجدها الله على سطح الأرض، ليكون الخليفة والأمير والسيد في هذه الأرض التي خلقها الله على فطرة الدين، فمن منا ينسى أن الله سبحانه وتعالى هو من خلقنا، وبالتالي فهو أحق من غيره من المخلوقات بالعبادة والطاعة، ومع الانتشار غير المسبوق للإسلام على الأرض كان لا بد من وجود طريقةٍ وأليةٍ محددةٍ، تحدد طريقة التعامل مع الناس بعضهم بعضاً، فبدلاً من أن يكونوا أحبة في الدين أصبحوا أعداءَ لأنفسهم، مدمرين لكل العقائد وكل الطرق التي أرادها الله لحياة الإنسان أن تكون، وبدلاً من النتاج الإيجابي تولد لدى البشر كرهاً وبغضاً لبعضهم البعض أربك العلاقات بصفةٍ عامة، وجعلها غير مجدية حتى ذهبت كل طائفةٍ بما يشبهها، وأصبحت الحياة خاليةً من أي نوعٍ من أنواع التعامل الأخلاقي بين البشر، ويرجع هذا كله إلى الطريقة التي اعتاد عليها المسلمين في العبادة، فهذه كانت أولى الكوارث التي لم ينتبه إليها الإنسان، وهي عدم إخلاص النية أثناء العبادة، وعدم القدرة على التقرب من الله سبحانه بالطريقة التي تليق به سبحانه دون عن غيره بمختلف الظروف.
كيف أكون قريباً من اللهموضوعنا سيطال القرب من الله سبحانه وتعالى، فلا يمكننا أن ننسى أن الحياة على هذه الأرض تتطلب رضا الله سبحانه، وقربه من عباده حتى يحصل العبد على ما يحتاجه من ربه جل وعلا، وهنا كان لا بد لنا أن نتذكر بعض الأعمال التي تساعدنا في التقرب من الله سبحانه، بدون الشعور بالخوف، أو التعب، أو حتى التكلف في شيء، فالعبادة التي أرادها الله وأمر عباده بها كانت من أفضل الأمور التي ستجعلهم يدخلون الجنة بقلب قوي، وبدون أن يؤثر عليهم أي شيء قد يخرجهم من الملة، ويبعدهم عن الطريق الحنيف.
تقديم المساعدة للمحتاجومن أهم الأمور التي يمكن للعبد أن يتقرب بها إلى الله هي أن يقدم المسلم المساعدة لمن يحتاجها، وسواء أكانت المساعدة مالية أو اجتماعية أو حتى نصيحة طيبة، وهنا يجب الوقوف على بعض الأمور التي من أهمها أن يكون المسلم على قدرٍ عالٍ من الدين، حتى يستطيع أن يحقق لأخيه المسلم حاجته فعلاً، وألا يتذمر من مساعدة الآخرين حتى يحصل على الثواب الذي وعده به الله سبحانه، وأيضاً على المسلم أن يقدم النصيحة النصوح لأخيه المسلم، وأن يكون مثالاً يحتذى به في كافة المواقف التي تتطلب نصيحة وموقفاً رجولياً.
إخلاص النية للهوهي من أهم الأمور التي يجب أن يعي إليها المسلم أن يخلص النية لله سبحانه وتعالى، حتى ينال الأجر والثواب العظيم، فإن أردت أن تحصل على أجر من الله عليك أن تكون واعياً من داخلك إلى الطريقة الفعلية التي تحقق الخير لك في الوقت الحاضر وفي المستقبل، وأن تنال الجنة في الآخرة بإذن الله.
رضا الوالدانومن أسهل الأمور التي تدخل المؤمن الجنة بدون أي معاناة، هي أن يكون قادراً على إرضاء الوالدين، فهما عندما يكبران يصبحان كالطفل الصغير بحاجة للرعاية والاهتمام، فيجب أن ترضيهما بكل الطرق، وأن يكون قلبك واثقاً بأن الله لن يترك عبداً وقف بجانب والديه في الكبر، وعمل على مساعدتهما في كبرهما كما ساعداه في صغره، فهذه الطريقة من أهم الطرق التي تساعد المؤمن حقاً، فقد ذكر النبي أن رضا الله من رضا الوالدين، ولكي ترضي الله وتتقرب منه عليك أن تحصل على رضا الوالدين في المقام الأول والأخير، وأن تكون قادراً على إحياء السعادة في قلوبهما، فهما قد قدما لك كل ما يستطيعا فعله في القدم، ولا ينتظران منك رد الجميل، كل ما يريدونه منك أن تكون ليناً وحنوناً معهما، وأن تخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وأن تكون ولداً طيعاً معهما، حتى تنال الجنان التي أودعها الله لعباده الصالحين
و لا بد لنا أن نتذكر أن النبي صل الله عليه وسلم قد وضح لعباد الله سبحانه وتعالى أن رضا الله يأتي من خلال قدرة العبد على تحمل الحياة الصعبة، والعمل الجاد على اتباع النصائح التي أرادها الله سبحانه، ولا بد من الوصول إلى الطريقة الفعلية التي يكسب بها المرء رضا الله ورضا رسوله، فالله سبحانه هو الذي خلق الإنسان، وهو القادر على خسف الأرض به، ولكنه لا يفعل ذلك، بل يمنح العاصي العديد من الفرص التي قد تعطيه الوقت المناسب للرجوع لدين الله ودرء الفتن.
الصلاةوالتي هي عماد الدين، ومحور قيامه، فمن أراد الفوز في الدنيا والآخرة عليه فقط أن يلتزم بصلاته التي أرادها الله، وأن يكون على قدرٍ عالٍ من الخشوع والخضوع أثناء اتمامها، حتى ينال ثوابه عليها، وقد أكد علماء الشريعة أن الصلاة هي في المقام الأول والأخير التي تحدد الكيفية التي تكون عليها حياة الإنسان، ويمكنك أن تلاحظ حياتك عند صلاتك، وحياتك عند تركك لها، فتجد أن الحياة صعبة جداً في ظل غياب الصلاة التي تعتبر الأبرز من بين العبادات. فالذي لا يصلِ كالذي يكفر بالله علناً، ويعلن أنه لا ينتمي لدين الله سبحانه وتعالى، فيجب أن تكون الصلاة خاضعة لله سبحانه، ويكون المسلم واعياً لكل خطوة يقوم بتأديتها أثناء هذه الفريضة العظيمة.
الصياموجعل الله الصيام هو الركن الوحيد من بين جميع الأركان الذي يحدد الجزاء والثواب له، ولم يطلع عباده على أهمية الصيام نظرا لما يحتويه على ثواب عظيم، فهي أجرها بين الله وبين عبده، فمن أراد التقرب من الله سبحانه ما عليه إلا أن يتم صيامه، ويكون مؤمناً بالله سبحانه، وأن يخلص النية في هذا الصيام لله سبحانه، وهنا وجب الذكر إلى أن الصيام يكون بترك الطعام والشراب وأيضاً المغضبات التي تغضب الله سبحانه، وتبعد العبد عنه.
تلاوة القرآن الكريمومن منا لا يعلم القرآن الكريم، فهو معجزة النبي صل الله عليه وسلم، وهو كلام الله سبحانه وتعالى الذي أنزله على عبده محمد أثناء تعبده في غار ثور بعد أن أنزل عليه الدعوة الإسلامية بواسطة جبريل عليه السلام، ولم ينزل الله القرآن دفعة واحدة، بل جعله على دفعات متعددة، حتى يستطيع النبي صلّ الله عليه وسلم حفظه وتدارك معانيه كافة، بدون أن يكون عليه أي مشكلة قد تعترض حياته، فقد كان جبريل وحي الله سبحانه وتعالى يعلم النبي هذا القرآن، ويجعله متقرباً منه وإليه.
وختاماً فإن أهم الأعمال التي تقربنا من الله، وتجعل الله ينظر إلينا بحب ولين، هي التعامل مع الأخرين بحب، وعدم ذمهم في غيابهم، والتعامل مع المحتاج بلطف ولين جانب، ولا نتكبر عمن يحيط بنا من أشخاص، فنحن جميعا في نظر الله سواسية، وأمام الدين لا يوجد من هو أفضل من الآخر، ولا بد أن يكون تفكير الإنسان منصباً في كيفية إسعاد الآخرين، حتى يرضى عنا الله، ويجعلنا ممن بشرهم بالجنة في يوم القيامة بإذنه تعالى، ومن يدخلون الجنة بغير حساب ولا سابق عذاب.
المقالات المتعلقة بكيف تكون قريب من الله