كيف أتوب توبة صادقة الإنسان بطبيعته خطّاء وليس من العيب أن يخطئ الإنسان، بل العيب والخطأ أن يكرره ولا يقلع عن فعله، فكيف يمكن للإنسان أن يتوب إلى الله عند ارتكابه لخطأ أو معصية معينة توبة صادقة نصوحة. للتوبة الصادقة شروط يجب اتّباعها حتى تقبل توبتك عند الله عزّ وجلّ، وهي كالتالي:
- أن تكون التوبة لله بهدف الإخلاص له وليس أطماع الدنيا الزائلة.
- عدم العودة ثانيةَ لممارسة نفس الخطأ أو المعصيبة، فالتوبة تكون بالإقلاع التامّ عن ارتكاب المعصية.
- يحب أن تعترف بذنبك فعلياً وتكون مقتنع من داخلك بأنه خطأ كبير لا يجوز فعله.
- عدم التباهي باقتراف مثل هذه المعصية، بل يجب عليك أن تندم لأنّك خالفت أوامر الله تعالى.
- أن تكون متأكد من داخلك بأنك لن ترجع لفعلها مرة أخرى، فلن تقبل لك توبة ما دمت تنوي الرجوع للخطأ والمعاصي.
- إرجاع الحقوق إلى أصحابها، فليس من المعقول أن تقبل توبتك وأنت ظالم لبعض الناس أو حتى لشخص واحد.
- الالتزام بالزمن الذي سيقبل فيه التوبة أي قبل قدوم الأجل أو ظهور إحدى علامات الساعة.
علامات قبول التوبة أمّا العلامات التي تدلّ على مدى صحّة توبتك وقبولها عند الله، وهي كالتالي:
- أن تتحسّن أخلاقك للأحسن بعد توبتك، وهذا ما يمكن أن تستشعره أنتَ في نفسك كقربك من الله أكثر.
- أن يبقى الخوف من العودة إلى الذنوب مقروناً بالتوبة، فقال تعالى.
- أن يشعر بعظمة الخطأ الذي اقترفته سابقاً.
- أن يصبح بعد التوبة أكثر إنكساراً ومذلةً لله عز وجل.
- أن يبقى على حذر من جوارحه، فليحفظ لسانه من النميمة والكذب، ويحفظ بطنه من الأكل الحرام، ويحفظ بصره من النظر إلى المحرمات، وكذلك سمعه كالإستماع إلى ما هو محرم، ويحفظ يديه من أن تُمد على الحرام، ويحفظ رجليه من أن تقودانه إلى فعل المعصية والأهم هو أن يحفظ قلبه من الحقد، الحسد والبغضاء.
أنت لا تدري متى أجلك ومتى ستموت، لذلك أسرع في العودة إلى الله عز وجلّ مستغفراً إياه، طالباً منه الرحمة والمغفرة، فالدنيا زائلة فاهرب من المعاصي والهوى، الذنوب، الشهوات واطرق باب التوبة فالله لن يردكَ خائباً مهما كثرت وعظمت ذنوبك قبل أن يفوتك الأوان وتندم، فقال صلَّ الله عليه وسلم: "إذا رأيت الله يعطي العبد في الدنيا على معاصيه ما يحب فإنّما هو استدراج، ثم تلا قوله عزّ وجلّ: (لَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ * فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)". صدق رسول الله عليه أفضل الصلاة والتسليم.