الثبات على التوبة

الثبات على التوبة

الأخطاء

الأخطاء هي جزءٌ لا يتجزّأ من شخصية الإنسان، فهي التي تختبر معدن الإنسان، وطبيعته الحقيقية، وذلك من خلال قدرتها على إظهار الطريقة التي سيتعامل بها الإنسان معها. الأخطاء أيضاً هي جزء من درجات الوصول إلى سلم النجاح، فهي التي يتعلّم الإنسان منها العديد من العبر، والدروس المستفادة.

لمّا كان الإنسان مجبولاً على الخطأ، استطاعت الشريعة الإسلامية التعامل مع ذلك بوعي وحكمة لا نظير لهما، فتركت باب العودة مفتوحاً على الدوام أمام الإنسان، ممّا ساعد بشكلٍ رئيسي على جعله متفائلاً بقدرته على تصويب أخطائه، والتخلّص منها، والارتقاء درجةً في سلم الإنسانية.

يُعرف هذا الباب العظيم في الشريعة الإسلامية باسم التوبة، وهي تتضمّن العديد من الأمور التي يجب مراعاتها حتى تكون التوبة صحيحة؛ كالاعتراف بالذنب، وعقد العزم على عدم العودة إليه، وتصحيحه حسب طبيعة الذنب، والتقرّب إلى الله تعالى بالأعمال الصالحة المباركة. أما الثبات على التوبة فهي من الأمور التي يجب الالتفات إليها حتى تستقيم حياة الإنسان، وفيما يلي بعض التفاصيل عن ذلك.

الثبات على التوبة

قد تمرّ على الإنسان لحظات يضعف فيها، مما يتسبب له بالعودة والرجوع عن القرار الذي اتخذه بالإقلاع عن ذنب، أو خطأ ما كان قد استمر بفعله، والوقوع به لفتراتٍ طويلة، ومن هنا فإن الثبات على التوبة يُعتبر من أهم الأمور التي تتبع التوبة من الذنوب والمعاصي المختلفة.

من أبرز الوسائل التي تُعين على الثبات على التوبة طلب العون من الله تعالى أولاً وأخيراً، فهو وحده الموفّق لكلِّ هدىً، وكلِّ أمرٍ حسن. ويكون ذلك بالدعاء، والإكثار من الطاعات، والمواظبة على ذكر الله -عزَّ وجل- دون انقطاع، حتى يستقرّ النور الإلهي في قلب هذا العبد التائب.

يجب أيضاً الابتعاد عن المواطن التي تُذكِّر الإنسان بالعودة إلى الذنب المُقترَف، والتواجد بشكل مستمر في الأماكن النقية، التي تكثر فيها أعمال البر، وسائر الأعمال الصالحة، وبما أنّ وقت الفراغ غير المستغل يُعتبر من أكثر العوامل التي قد تؤدي إلى انحراف الإنسان عن جادة الصواب، فإنّ ملء هذا الوقت بالأعمال النافعة من الأمور التي تساعده على الثبات على التوبة، والبعد عن المعاصي.

إلى جانب ذلك، فإنّ مُرافقة الصالحين هي أيضاً مما يجب الاعتناء به؛ فالصديق الصالح يأخذ بيد صاحبه نحو البر، والتقوى، أما الصديق السيئ فإنه لا يأخذ بيد صاحبه إلا إلى طريق الذنوب، والمعاصي، والآثام، ومن هنا فمن الضروري الانتباه إلى مثل هذه الأمور، وعدم الاستهانة بها، فهي طريق الإنسان نحو الصلاح، والنهضة، والارتقاء.

المقالات المتعلقة بالثبات على التوبة