صلاة الاستسقاء هي الصلاة التي تؤدّى لطلب إرسال المطر وسقيا البلاد من الله سبحانه وتعالى، وتعدّ صلاة الاستسقاء من الصلوات المشروعة تبعاً لسنة الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم، وتجوز عند قلّة نزول الأمطار على البلاد أو انحباسها بشكل كامل، فعند تعرّض البلاد لشحّ الأمطار لا بدّ من استغفار الله عزّ وجل والتضرّع إليه وطلب نزول الأمطار، فهو الرزّاق الوحيد، وقال عزّ وجل في كتابه الكريم:(فقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا، يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا، وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) {نوح: 10ـ12}.
كيفيّة الصلاة وعدد التكبيرات - يُنادى للصلاة ولكن ليس بالأذان و إّنما بقول الإمام: "الصّلاة جامعة" و يكرّرها حتّى يجتمع الناس في المكان الخالي لأداء الصّلاة.
- تُصّلى صلاة الاستسقاء كصلاة العيد؛ حيث يصلّي الإمام بالنّاس: الركعة الأولى ويبدأ بتكبيرة الإحرام ثمّ بعد ذلك سبع تكبيرات، ثمّ يقرأ سورة الفاتحة و سورة الأعلى، ثمّ بعد ذلك يركع المصلّي ويسجد كالباقي الصلوات، ثم يقوم للركعة الثانية ويكبّر فيها خمس تكبيرات، ثمّ يقرأ سورة الفاتحة و سورة الغاشية، ثمّ تنتهي الركعة الثانية بالتسليم.
- بعد أداء الركعتين يخطب الإمام بالمصليّن، وبعد الخطبة يقلب رداءه؛ و كذلك يفعل مثله المصلّون جميعاً، ثمّ يرفع بيديه إلى السماء، ويرفع المصلّون أيديهم مثله، ويبالغون في رفعها؛ تضرّعاً إلى الله عزّ وجل، وذلك كما قال الشيخ النفراوي رحمه الله في الفواكه الدواني: (فإذا فرغ الإمام من الخطبة استقبل القبلة ندبا فحوّل رداءه بأن يجعل ما على منكبه الأيمن على الأيسر ويجعل ما على الأيسر على منكبه الأيمن، والسرّ في التحوّل المذكور التفاؤل بأنّ الله تعالى يحوّل ساعة الجدب بساعة الخصب وساعة العسر بساعة اليسر).
أحكام صلاة الاستسقاء - صلاة الاستقساء سنّة مؤكّدة، وهي مشابهة لصلاة العيد في عدد ركعاتها، وجهرها بالقراءة، وتكبيراتها الزائدة في كلا الركعتين، حيث قال ابن عباس رضي الله عنهما: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ خرج إلى الْمُصلَّى مُتَبَذِّلًا ، فصلَّى ركعتين كما يُصلِّي العيدَ).
- أداء صلاة الاستسقاء في الصحراء أو في أرضٍ فارغةٍ خارج مناطق العمران والمدن والأماكن السكنيّة؛ وذلك اقتداءً بالرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم.
- تذكير النّاس بما يلين قلوبهم، ويأمرهم بالتوبة النصوحة إلى الله تعالى، وحثّهم على رد ّحقوق النّاس إلى أصحابها، وطلب المغفرة من الله تعالى على المعاصي والآثام، وأداء الصدقات، والالتزام بأداء الطاعات قبل الخروج لأداء صلاة الاستسقاء؛ وذلك لأنّ انحباس المطر عقاب من الله تعالى للعباد.
- الخضوع والإذلال والافتقار لله عند المشي للصلاة.
- إعادة صلاة الاستسقاء عدداً من المرّات حتّى نزول المطر.