السعي لرضا الله إنّ توحيد الله سبحانه وتعالى، والإيمان بأنّه تعالى خالق الكون وحده ولا شريك له، واليقين بوجوده وقوته وعظمته، واستشعار عظمته في جميع الأوقات هي المميّزات التي يتميّز بها الإنسان المسلم لله تعالى، ويؤدي الإنسان المسلم الفرائض ويلتزم بما أمره الله عز وجل من أعمال لكي يحصل على رضاه وثوابه، ويأمن عقابه وغضبه، ويبتعد عن زيادة الذُّنوب؛ للحصول على جائزة المسلم الكُبرى وهي جنّات النعيم، واجتناب عقاب الله العظيم وهو نَار جَهَنَّم.
أحب الأعمال إلى الله تعالى الله سبحانه وتعالى كريم في عطائه وثوابه ولكن هُناك أعمال محبّبة إلى الله عزّ وجل، وقد ذكرها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في حديثه الشريف في حوار بينه وبين أحد الصحابة، فسأله الصّحابيّ الجليل عن أيّ الأعمال هي أحبّ إلى الله، فقال عليه الصّلاة والسلام: "الصّلاة على وقتها، فسأله ثمّ أيّ، قال: برّ الوالدين، فسأله ثمّ أيّ قال: الجهاد في سبيل الله" صدق رسول الله الكريم، فقد وضّح الحديث الشريف ثلاثة من أكثر الأعمال المحبّبة إلى الله تعالى، وهي الصّلاة، وبر الوالدين، والجهاد في سبيل الله.
- الصّلاة: وهي الركن الثاني من أركان دين الإسلام الحنيف، وبعد الركن الأساسي الأوّل وهو التوحيد والشهادة أن لا إله إلا الله، وأن سيدنا محمد عبده ورسوله، وترقية الصّلاة إلى هذه المرتبة تدل على أهميّتها وفضلها العظيم، فهي أوّل الأعمال التي يُحاسب عليها المسلم يوم القيامة، وإن صلحت صلُح باقي العمل، وإن ساءت ساء باقي العمل، فيجب على المسلم إقامتها على أحسن وجه للحصول على الأجر والثواب العظيم، واجتناب غضب الله تعالى.
- بر الوالدين: وبر الوالدين أيضاً من الأعمال المحبّبة إلى الله عزّ وجل، فقد حثّ الله على بر الوالدين في الكثير من الآيات الكريمة في القرآن الكريم، كما ربط طاعته بطاعة الوالدين، فقال عز وجل في كتابه الكريم:" وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا" صدق الله العظيم.
- الجهاد في سبيل الله: الجهاد في سبيل الله من أفضل الأعمال عند الله تعالى، وتتنّوع أصناف الجهاد في سبيل الله، الجهاد بالنفْس وهو أسماها، والجهاد بالمال، والجهاد بالقلم، وقد كّرم الله عز وجل الشهيد وأعطاه أسمى الدرجات في الجنّة، وميّزه عن غيره من النّاس في الدرجات؛ لتضحيته بنفسه وماله في سبيل إعلاء كلمة الله تعالى.