صيام شهر رمضان

صيام شهر رمضان

شهرُ رمضانَ

يُعتَبَرُ شهرُ رمضانَ الشهر الأكثرَ خصوصيةً وتميزاً عن بقية الشهورِ الأخرى عند المسلمينَ في كل أنحاءِ العالم، ويأتي متبوعاً بشهر شعبان في التقويمِ الهجري ويحملُ الرقمَ تسعة في ترتيبِ الشهورِ الهجرية، ويعدُّ الهلالُ مؤشراً على بدايةِ الصيام، ويكونُ ذلكَ بمراقبتِهِ وتحرّيه وإعلانِ رؤيتِهِ للأمةِ الإسلاميةِ ليبدؤوا صيامَهم، وفي هذا الشهرِ يصومُ المسلمونَ ويتقربونَ لله بالعباداتِ والطاعاتِ بصورةٍ تختلفُ قليلاً عن شهورِ السنةِ المتبقية، فيكونُ اللإلتزامُ بالفرائضِ أكثرَ فيه، فيحرصونَ كلَ الحرصِ على التصدقِ والصلاةِ وقيامِ الليلِ وقراءةِ القرآنِ وفعلِ الخيرات.

الصيامُ

الصيامُ في الإسلامِ يعني الامتناعُ عن تناولِ الشرابِ والطعامِ من الفجرِ الى غروبِ الشمس مع وجود النية سواء كانت بالقلبِ أو باللسان، تقرباً لله وطاعةً وعبادةً وامتثالاً لأمرهِ، وهو فرضٌ على كل مسلمٍ ومسلمة، إذ إنّ الصومَ هو الركن الرابع من أركان الإسلامِ الخمس التي لا يستقيمُ إسلامُ أيُ مسلمٍ إلّا بها، كما يتعلقُ الصيامُ بتركِ القبيحِ من الأفعالِ والأقوال، فلا يصحُ الصومُ إن لم يلجم الصائمُ نفسهُ عن شتم شخصٍ ما، أو الحديث عنه بسوء في غيابه بما يعرف بالغيبة والنميمة أيضاً، أو إيذائه جسدياً على سبيلِ المثال، فالصيامُ كما باقي العبادات يهدفُ الى تهذيبِ النفسِ والارتقاءِ بها عما هو غيرُ لائقٍ ومشين.

تعدُ ليلةُ القدرِ من أهم ليالي هذا الشهر، وتكونُ في العشرِ الأواخرِ منه، وفيها نزلَ القرآن، ويحرصُ المسلمونَ في كل مكانٍ على قيامها وتلاوةِ القرآنِ فيها لما لها من أجرٍ وثوابٍ وفضائل، وقد تناولت العديدُ من الآياتِ القرآنيةِ موضوعَ الصيام، وأكدت على أنه فرضٌ على كل المسلمين العاقلين القادرين على الصيام، على عكسِ النوافل التي إن تركها المسلمُ لا يلحقُ به الإثم، وإن فعلها حصلَ على الأجرِ والثواب.

هناكَ حالاتٌ أباحَ اللهُ سبحانهُ وتعالى للمسلمِ أن يفطرَ فيها، مثلَ حالاتِ المرضِ والسفرِ بقصدِ التخفيفِ على الإنسانِ وعدم إلحاقِ الأذى به، فالمريضُ لا يكونُ في حالتِهِ الجسديةِ الطبيعيةِ القوية، ليقوى على تحملِ ساعاتِ الإمساكِ عن الطعامِ والشراب، كما أنهُ بحاجةٍ للدواءِ وهذا من شأنه أن يفسدَ الصيام فالأدوية وما يصلُ جوفَ الإنسان من شأنه أن يلغيَ الصيام، أمّا المسافرُ فهو منطلقٌ إلى طريقٍ قد تكونُ طويلةً وشاقة، ويكونُ في أمسِ الحاجةِ للتزودِ بالماءِ والطعامِ، لتهونَ عليه صعوبةَ السفر.

يجدرُ بالذكرِ أنه على المفطرِ عمداً قضاءُ الأيام التي أفطرها، فعلى الحائضِ والنفساء والمسافرِ والمريضِ أن يقضوا الصيام يوماً عن كل يومٍ أفطروه، فهذا بمثابةِ دَينٍ للهِ على الإنسانِ يجبُ ردُه.

المقالات المتعلقة بصيام شهر رمضان