شهر رمضان
من فضل الله تعالى على العباد أنْ خصَّ أوقاتاً محدّدةً من السنة يَحصل فيها المتعبِّد على الأجر والثواب المضاعفين، وكلّما اجتهد زاد نصيبه، ومن هذه الأوقات شهر رمضان المبارك، فقد اختصّه الله تعالى بأجرٍ عظيمٍ لمن يلتزم به؛ فالصائم يمتَنع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الشمس إلى غروبها ويتحمّل كل هذا التعب الجسدي في سبيل رضا الله تعالى.
زاد الله تعالى من كرمه بأن خصّ من هذا الشهر ليلةً يغفر لمن يقومها جميع الذنوب والخطايا ويمنحه الدخول إلى الجنة ويُحقّق له الخير في الدنيا والآخرة وهي ليلة القدر.
ليلة القدر
تعد ليلة القدر خيرٌ من ألف شهرٍ كما جاء في القرآن الكريم في سورة القدر((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)).
تتوافق ليلة القدر العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك أو الثلث الأخير منه كما أخبرنا بذلك رسولنا وقائدنا العظيم محمد صلى الله عليه وسلّم، فلم يحدّد الله عز وجل ليلةً معينةً حتى لا تهبط عزائم العباد في بقية أيام الشهر والاجتهاد في تلك الليلة فقط فالشهر كامله مبارك، لذلك يتصادف حدوثها في إحدى الليالي الفردية من العشر الأخير، وطلب منا الرسول الكريم تحريها والاجتهاد طيلة العشر الأواخر من أجل ضمان مصادفتها ونيل أجرها.
قد سُميّت بليلة القدر لأن الله تعالى يقدر للعباد أرزاقهم وحياتهم فيها للعام الكامل، قال تعالى: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ(3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) (الدخان: 3-4)، كما أنَّ أول آياتٍ من القرآن الكريم نزلت فيها عندما كان النبي صلى الله عليه وسلّم يتعبّد في غار حراء، وفيها تكثر الملائكة فتضيق الأرض، ومن يحييها فقد كسب السعادة في الدنيا والآخرة.
أهم الأعمال في ليلة القدر
المقالات المتعلقة بأعمال ليلة القدر