المجالس كثيراً ما تحصل مجالس جماعيّة بين أفراد الأسرة الواحدة، أو بين الأقارب، أو الأصدقاء، وفي هذه المجالس ربما تأتي سيرة فلان من الناس، ويبدؤون بالحديث عنه بما يكره، أو ربما يتكلّمون ببعض الكلمات البذيئة، أو يرتكبون أي خطأ شرعيّ، فينفضّ المجلس وعلى كلّ فرد من الجُلساء ذنوبٌ كثيرة، وربما تمضي الجلسة بمجرد اللهو، واللعب دون ذكر الله تعالى. من رحمة الله عزّ وجلّ أن علّمنا النّبي صلى الله عليه وسلم دعاءً نقوله بعد الانتهاء من كلّ مجلس، وهذا الدعاء بمثابة كفارة عن الذنوب التي أذنبناها خلال الجلسة ليغفرها الله لنا.
دعاء كفار المجلس عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (مَنْ جَلَسَ فِي مَجْلِسٍ فَكَثُرَ فِيهِ لَغَطُهُ فَقَالَ قَبْلَ أَنْ يَقُومَ مِنْ مَجْلِسِهِ ذَلِكَ سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ. إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا كَانَ فِي مَجْلِسِهِ ذَلِك). {صحيح الترمذي}
آداب المجلس - أن ينعقد المجلس في مكان مناسب بعيد عن الطرقات، وخارج دور العبارة، والأماكن التي يرتاح فيها الناس.
- أن يسلّم الشخص الذي يدخل المجلس على الجالسين، وكذلك يسلّم عندما يخرج من عندهم.
- أن يجلس حيث انتهى به المجلس ولا يزاحم الناس على أماكن جلوسهم.
- أن يمتنع عن التفريق بين شخصين جالسَين جنباً إلى جنب، إلّا إن أذِنا له بذلك.
- أن يختار الجليس الصالح، ويبتعد عن الجليس السيئ، لأنّ الإنسان يتأثر بصاحبه، فيجرّه للصلاح إن كان صالحاً، وللفساد إن كان فاسداً، كما يُقال: الصاحب ساحب.
- أن يجلس جلسة لا تخلّ بالأدب.
- أن يذكر الله تعالى أثناء الجلسة.
- أن يبتعد عن المنكرات، وكلّ ما يُغضب الله، سواءً في الكلام، أم النظر، أم السمع...
- أن يُحسن الاستماع، ولا يُقاطع المتكلم أثناء حديثه، فذلك من عدم الاحترام.
- أن يكون لَطيفاً في الكلام، وينتقي الألفاظ الحسنة، ويبتعد عن الألفاظ النابية، ويبتسم ويحترم الآخرين.
- أن يبتعد عن المجالس التي فيها استهزاءٌ بآيات الله، ورسوله، والصالحين.
- أن لا ينام في المجلس وأهله غير نيام، وإذا شعر بالنعاس فليستأذن وينصرف لينام في مكانٍ آخر؛ وذلك لئلا يصدر منه وهو نائم ما يكره أن يطّلع عليه الناس وهو في اليقظة.
- أن لا يُكثر من الضحك؛ فكثرة الضحك تُميت القلب.
- أن لا يغتاب شخصاً في جلسته، ولا يَسخر من أحد.
- أن لا يتناجى شخصان دون الثالث (إن كان الجلساء ثلاثة)؛ لئلا يدخل الحُزن إلى قلب الثالث.
- أن يدعو بدعاء كفّارة المجلس بعد انفضاضه.