يعتقد الكثير من المسلمين أنّ الدين يتركز على الصلاة والصيام وقراءة القرآن وأداء العبادات الشعائرية فقط، وينسون أن السلوك والأخلاق والتعامل لا يمكن فصلهم عن الدين والإيمان، وقد أكّد ذلك نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بقوله: إنَّما بُعثتُ لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ[السلسلة الصحيحة] فالمؤمن لا يتمّ إيمانه إلا عندما يكون ذا خُلُقٍ عالٍ وراقٍ في تعامله مع غيره.
بعض مكارم الأخلاق الحِلْمهو كظم الغيظ ومسامحة المسيء، وهو صفة من صفات الله تعالى وأخلاق الأنبياء الكرام، ويدلّ على قوّة شخصيّة الحليم وقدرته على التحكّم بانفعالاته، كما أنّه وسيلة لكسب محبّة الناس وجعل الأعداء أصدقاء.
السِّتْرهو الحَجب والإخفاء، ويتمثّل بجانبين؛ سَتر النفس، من خلال ستر العَورة وكلّ ما لا يليق إظهاره للناس، أمّا الجانب الآخر فهو ستر الآخرين كسَتر عورات الناس وعيوبهم وعدم البوح بها، وستر الأسرار، كالأسرار بين الزوجين.
الأمانةهي المحافظة على الحقوق، وأداؤها لأصحابها، وهي عدّة أنواع؛ الأمانة في العبادات وأداؤها على أكمل وجه خالصةً لله تعالى، والأمانة في العمل بإتقانه، والأمانة في الودائع بردِّها إلى أصحابها، وأمانة الجوارح بعدم استخدامها إلا فيما يُرضي الله تعالى، وغيرها.
الكرمهو الجود والإنفاق والعطاء سواءً كان ماديّاً أو معنويّاً، وأنواعه: الكرم مع الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم بمعرفة حقّهم وأدائه على أحسن وجه، والكرم مع النفس بعدم إهانتها والابتعاد عن الكلام البذيء، والكرم مع الناس بالمعاملة الحسنة والأخلاق الرفيعة.
الصدقلا يَقتصر على عدم الكذب، إنّما يعني أيضاً مطابقة الظاهر للباطن، وله أنواع منها: الصدق مع الله تعالى بإخلاص الأعمال والعبادات لوجهه الكريم، والصدق مع النفس بالاعتراف بأخطائِها، والصدق مع الناس بعدم الكذب في الحديث معهم.
الصبروهو الصبر على الطاعة والاجتهاد في أدائها وعدم تركها، والصبر على المعصية بتركها، والصبر على المصائب والابتلاءات، والصبر على أذى الناس.
الإيثارهو تقديم المسلم لحاجة غيره حتى لو كان هو محتاجاً، هذا الخلق يحقّق الكمال الإيماني في النفس ويجلب محبة الله تعالى، ويؤدي إلى انتشار المحبة وروح التعاضد والتكاتف بين المسلمين.
فضل مكارم الأخلاق ومكانتهاالمقالات المتعلقة بمقال عن مكارم الأخلاق