كيف تكتسب خلقاً من أخلاق النبي

كيف تكتسب خلقاً من أخلاق النبي

 

بعث الله سبحانه وتعالى النّبي محمّد عليه الصّلاة والسّلام إلى النّاس كافّة فكان خاتم النّبيّين والمرسلين الذي كملت فيه الأخلاق وشرُفت، وسمت ببعثته القيم النّبيلة وتأكّدت، فنبيّنا عليه الصّلاة والسّلام هو خير الخلق وسيّد بني آدم الذي امتن الله عليه بالخلق الرّفيع الذي لا يدانيه خلق، قال تعالى في وصف نبيّه الكريم (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيم). دعا الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين إلى التّأسّي بخلق النّبي عليه الصّلاة والسّلام حينما قال عزّ من قال (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً )، فكيف للمسلم أن يكتسب خلقًا من أخلاق النّبي عليه الصّلاة والسّلام في حياته وتعامله مع النّاس؟

 

أخلاق النّبي عليه الصّلاة والسّلام

  • التّسامح والعفو، فقد ضرب النّبي الكريم عليه الصّلاة والسّلام المثل في تسامحه مع النّاس وعفوه عمّن أساء إليه، ولم يرد عنه أنّه عنّف أحدًا أو ضرب امرأةً أو خادماً بسبب أفعال بدرت منهم اتجاهه، فقد روي أنّ السّيدة عائشة رضي الله عنها غارت يومًا حينما أهدت إحدى نساءه إليه طبقًا من الطّعام في بيتها فقامت بإلقائه على الأرض وكسره، فلم يكن ردّ النّبي الكريم على ذلك عنيفًا بل كان غايةً في التّسامح حينما قابل تلك الفعلة بابتسامةٍ رائعة وقال مخاطبًا من كان عنده (غارت أمّكم )، وكذلك من صور عفوه وتسامحه أنّه جاء إليه أعرابي يومًا فأمسك بقميصه وشده حتّى أثر ذلك في صفحة عنقه، وعندما همّ عمر بن الخطّاب رضي الله عنه بالبطش بالأعرابي، قال له النّبي عليه الصّلاة والسّلام مهلًا يا عمر مرني بحسن الأداء ومره بحسن الطّلب، كما أنّ من صور عفوه وتسامحه مقابلة أذى قريش في سنين الدّعوة الأولى بعفوٍ عامٍ عن رجالاتها المسيئين بالأمس يوم فتح المسلمون مكّة المكرّمة .
  • مداعبة الصّغار والرّحمة بهم، فقد كان عليه الصّلاة والسّلام رحيمًا في تعامله مع صغار السّنّ حنونًا عليهم يحرص على مداعبتهم وممازحتهم، فقد روي أنّه مرّ يومًا على غلامٍ اسمه أبو عمير كان له طيرٌ يلعب به فمات، فكان النّبي كلّما مرّ عليه مازحه وسلّى عن قلبه بقوله ( يا أبا عمير ما فعل النّغير).
  • التّواضع؛ فقد كان عليه الصّلاة والسّلام مثالًا على التّواضع مع النّاس لا يتكبّر على أحدٍ منهم بل يخفّض جناحه للمؤمنين، ويوقّر الكبير، ويرحم ذو الحاجة والمسكين، ويستمع إلى كلّ ذي مقالةٍ بصدرٍ رحب متّسع لآراء الجميع.

 

المقالات المتعلقة بكيف تكتسب خلقاً من أخلاق النبي