العبادة في الإسلام كما في غيرها من الأُمم السَّابقة هي الغاية من بِعثة الأنبياء والرُّسل عليهم السَّلام، قال تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25]؛ فالعبادة في لُغة العرب من الفِعل عَبَدَ أي أطاع وانقاد وتذلّل لمن يعبده، أمّا في الاصطلاح فالعبادة هي اسمٌ شاملٌ لجميع ما يفعله العبد من الأقوال والأفعال في السِرّ والعلانيّة بشكلٍ جماعيٍّ أو فرديٍّ من قِبل الرَّجل أو المرأة بحيث تنال هذه الأقوال والأعمال حبّ الله تعالى ورضاه ومباركته لها.
تنقسم العبادات في الإسلام إلى أربعة أقسام هي: العبادة القلبيّة ومحلُّها القلب وتعتمد على النِّية والاعتقاد والتَّصديق والتَّوحيد، والعبادة البدنية وتعتمد على الجُهد البدنيّ في تأديتها كالصَّلاة والصِّيام، والعبادة الماليّة وتعتمد على توفر المال لتأديتها كالزَّكاة والصَّدقة وأعمال البرّ الماليّة ككفالة اليتيم، وتزويج العازبين، وبناء البيوت للمحتاجين، وتوزيع الكسوة، والعبادة البدنيّة الماليّة والتي تعتمد على الجُهد البدنيّ وتوفر المال لتأديتها كالجهاد في سبيل الله تعالى، وأداء مناسك الحجّ والعمرة.
العبادة بما أنّها أقوالٌ وأفعالٌ يُحبّها الله ويرضى عنها؛ فهي شاملةٌ محيطةٌ بالإنسان في حياته اليوميّة؛ فالعاقل من كان قوله وفعله ممّا ينال به رضا الله؛ فنرى شموليّة العبادة في كافّة ما نفعل كالصَّدقة، والمساعدة، ومحبّة الآخرين، وفي اتباع آداب الطَّعام والسَّلام ودخول المنزل والخروج منه وغيرها، واجتناب الظُّلم وتحرّي العدل والحقّ والكسب الحلال، وفي حُسن معاملة الزَّوجة والأبناء والإنفاق وغيرها الكثير من الأمثلة في المعاملات اليوميّة.
ثمرات العبادةخلق الله تعالى الجنّ والإنس لعبادته؛ لأنّه مستحقٌّ لهذه العبادة وليس لأنّه في حاجة العبادة من مخلوقاته؛ فالله الغنيّ عنّا ونحن الفقراء إليه؛ فالعبادة التي يحصد نتائجها ويقطف ثمارها هو العابد وليس المعبود، ومن ثمراتها:
المقالات المتعلقة بمفهوم العبادة