الأسرة في الإسلام اهتم الإسلام بالأسرة اهتماماً عظيماً، فهي الركن الأساسي في تكوين المجتمع، وعماد بقاء الأمة، ولم يقتصر هذا الاهتمام بها بعد نشوئها وإنما قبل ذلك، فشجع الشباب من الجنسين على الزواج والابتعاد عن الرذيلة، قال تعالى: (وَأَنكِحُوا الْأَيَامَىٰ مِنكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ ۚ إِن يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۗ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم) [النور: 32]، وشجع ولاة الأمور على تسهيل الزواج، والتلطف في المهر لمساعدة الذكور على الزواج، كما وضع القواعد الأساسية للمحافظة على كيان الأسرة، وحمايتها من التفكك والانهيار، وتحقيق السعادة المنشودة من الزواج، وتعددت مظاهر عناية الإسلام بالأسرة من جميع جوانبها.
مظاهر عناية الإسلام بالأسرة - جعل قوامها الأخلاق، والرباط الوثيق هو الزواج الشرعي الموثق بشهود، والمعلن أمام الناس كإجراء وقائي لحمايتها من الانحلال وتداخل الأنساب، كما أنه حث على الظفر بالمرأة ذات الدين، وإن جمع معها الجمال أو المال أو النسب فذلك أفضل، قال تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَات لِّقَوْم يَتَفَكَّرُونَ) [الروم: 21].
- أمر بالمعاشرة بالمعروف سواء كان ذلك عن طريق الكلام اللطيف واللين والجميل أو التعامل الجيد والصحبة الجيدة، وحسن المعاملة والابتعاد عن الأذى الجسدي، واللفظي، والإهانات، والصفح عن الزلات، وعدم انتظار الأخطاء لتكبير المشاكل.
- نهى عن الظلم بكافة أنواعه، وخاصةً الظلم بين أفراد الأسرة؛ لما للعلاقة بينهم من أهمية تستوجب الإحسان والتعاون وبذل المعروف، ومن أشكال الظلم التمييز بين الأبناء، وتفضيل أحدهم على الآخر، أو تفضيل الذكور على الإناث.
- أعلى شأن الوالدين، وجعل برهما على رأس مرتبة الأعمال الصالحة التي تدخل الفرد الجنة، وتكسبه الأجر العظيم، حيث أمر الله تعالى بطاعتهما طالما لا يأمران بشيء يعارض عبادة الله ويغضبه، وجعل برهما بعد طاعته عز وجل، لما يتحملانه من تعب ونصب في التربية وعرفاناً بفضلهما، وجعل البر لا ينقطع بعد الموت، وإنما الدعاء والاستغفار لهما والتصدق عنهما مستمر.
- أمر بالتربية الحسنة للأبناء، بحيث تكون قائمة على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وتعليمهم كل ما يحتاجون إليه من أحكام دينية ودنيوية للنجاة في الدنيا والآخرة، وأشار الدين إلى أنّ التربية لا بد من أن تكون شاملة؛ وتشمل التربية الإيمانية، والأخلاقية، والجسمية، والنفسية، والاجتماعية، فكلها مرتبطة مع بعضها البعض.
- أعطى حقوقاً لجميع أفراد الأسرة تبدأ من الجنين قبل أن يخلق في بطن أمه؛ مثل: حسن اختيار الأم والأب، وتستمر خلال المراحل العمرية المختلفة لهم؛ مثل: حق الحضانة، والرضاعة، وحسن اختيار الاسم، والتعليم، وتوفير المسكن، والملبس.