كانت العمليّة التربوية فيما مضى تهتمّ فقط بالطالب وكيفيّة تحصيله للعلم والمعرفة سواءً أكان ذلك في الروضة أو المدرسة أو الجامعة أو غيرها من أماكن التعليم والتربية؛ وقد وُجدت حديثاً نظرياتٌ جديدةٌ في التربية تعتبر أنّ الطالب جزءٌ من العمليّة التربوية، وأن هناك أجزاءً أخرى لتخرج العملية التربوية والتعليمية بالصورة الصحيحة.
والأجزاء الّتي تشكّل المنظومة التربويّة هي: الطالب، بالإضافة إلى المعلم، والمنهاج الدراسي، والإشراف، والتوجيه، والإدارة، والنشاطات اللاصفيّة، وجميع هذه الأجزاء لا بدّ أن تخضع من فترةٍ إلى أخرى إلى عملية تقويمٍ لضمان سلامة المخرجات التربوية، وتسمّى بعملية التقويم التربوي، وتتكوّن عادةً من مجموعة من المراحل.
كلمة التقويم أتت من الفعل قوَّم؛ أي بمعنى صحّح وصوَّب وعدَّل بناءً على معطياتٍ واستنتاجاتٍ دقيقةٍ وعادلةٍ؛ فالتقويم التربوي جزءٌ من العمليّة التربوية تبدأٌ بالقياس عن طريق القياس الكمّي والكيفي والاستبيان وطرح الأسئلة، ومن خلال المهارة في أداء الواجبات المنزليّة والالتزام بها، وعمل امتحانات كتابيّة وشفهيّة مفاجئة أحياناً، وجمع المعلومات حول قضيّةٍ تربويّة متعلّقة بالمتعلّم أو المنهج أو المعلّم، ومن ثمّ تحليل هذه النتائج بطرقٍ علميةٍ تربويةٍ من أجل تصويب الوضع للحصول على أفضل النتائج التعليميّة.
يعدّ التقويم التربوي وسيلة للنهوض بالعمليّة التربويّة، ويعطي تصوّراً واضحاً عن نقاط الضعف والقوّة والمشاكل والخلل فيها، يكون من قِبل اختصاصيين تربويين يشرفون على عمليّة القياس وتحليل النتائج ووضع التوصيات.
المقالات المتعلقة بمراحل التقويم التربوي