العلم
العلم هو نبراس الحياة، وهو النور الذي يضيء لنا الطريق لمعرفة ما هي الحقوق والواجبات التي علينا اتجاه أنفسنا واتجاه الآخرين، وكيفية التعامل مع أفراد المجتمعات في جميع المجالات، ومن شأنِ العلم أنْ يحرر العقول من القيود والأوهام، وهو الذي يدير حركة الإنتاج من الفساد والكساد، ويطلق العلم على معانٍ كثيرة؛ كالعلم بالعقائد، وعلم اللغات، والتراجم، والأنساب، وعلوم الطبيعة؛ كالرياضيات، والكيمياء، والعلوم الاجتماعية؛ كالتاريخ، والجغرافيا، والعلوم الحديثة؛ كالحاسوب، والإنترنت.
العلم في القرآن والسنة
ورد ما يدل على أهمية العلم في القرآن والسنة النبوية، فمن القرآن؛ قال تعالى: "يَرفعُ الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"، ومن السنة؛ عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعوا له)، رواه مسلم.
فالعلم نور وهداية والظلم جهل وضلالة، وإنّ الإيمان مع العلم يرفع صاحبه في الدنيا والآخرة، ويعدّ حفظ القرآن من أعلى درجات العلم، وبه يظهر العلماء وقدوة العلم، وبه يظهر ما لا يخطر على بال أحد ولا يتوقعه، ونقيضُ العلم الجهل الذي لا يُعرف للمرء شيءٌ يُذكر به؛ حيث إنّ هناك فرقاً بين مَن يكتسب العلم ويعمل به، ومَن لا يعرف من العلم شيئاً.
أهمية العلم
نتعرّف من خلال العلم على تاريخ الأمم والشعوب، ونأخذ العبر والمواعظ مما حلّ بهم، وعلى قصص الأنبياء ومن بعدهم من الصالحين ليكونوا قدوة لنا، وكذلك على ما كانت عليه الشعوب وكيف أصبحت، وما التغيرات التي طرأت على حياتهم، وما السبب في الوصول إلى الأحوال التي أصبحوا عليها، سواء مَن تقدّم أو تأخر.
إن العلم هو ما يجعل الإنسان يعرف ما هو الصواب من الخطأ، فنحن بحاجة إلى التعرف على الدين الإسلامي والعبادات وكيفية القيام بها، كما أنّنا بحاجة إلى من يرشدنا على ذلك، وعن طريق العلم والتعرف إلى ما وصل إليه العلماء، نَميز الصواب من الخطأ.
للعلم أهمية كبيرة به ترتقي الشعوب وهو سلاح ذو حدين تكمنُ المشكلة في كيفية استخدامه؛ فنحن في زمن أصبح زمن العلم والتكنولوجيا والتقدم والازدهار؛ حيث إنّ عمارة الأرض بحاجة إلى علم راسخ بمعرفة علوم الزراعة والصناعة والاقتصاد والتجارة، وطرق تنميتها واستثمار الوسائل العصرية الحديثة في خدمة الإسلام، وهذا يبين أن العلم بالإسلام بحاجة إلى معرفة بالعلوم الأخرى ليتيسر استخدام الوسائل والنتاجات بطرق شرعية وصحيحة، وهذا من أهم ايجابيات العلم، فإذا لم يعرف الفرد الأسلوب العلمي فلا يستطيع التمييز بين العالم الحقيقي والعالم الكاذب وكذلك العلم الحقيقي من الكاذب.
تظهر أهمية العلم من خلال الإبداع والابتكار وما يقوم به العلماء من تجارب علمية تجعل الحياة تسير بشكل أسهل، ومن خلال التجارب يتنبأ بما يقوم به للمستقبل وهذ يجعله الأفضل والميسّر للجميع، والعمل على توفير جميع ما يحتاجه المجتمع: كوجود الأجهزة الحديثة من الكمبيوتر والإنترنت الذي يسّر للناس الكثير من أمور حياتهم من سبل المواصلة مع الغير، حتى أصبحوا وكأنهم يعيشوا في قرية صغيرة، وما وصل إليه الطب من اكتشاف علاج للأمراض، و بالعلم قد وصل البعض إلى القمر وإلى الكواكب الأخرى ومعرفة ما تحتويه، حتى أنه تم اكتشاف كواكب جديدة لم تكن معروفة من قبل.
وتظهر أهميته بما ازدهرت به الأمم ووصلت إلى ما نراه في وقتنا من تطور في استخدام المعدات و الأسلحة والصوارخ وغير ذلك من الأجهزة، ولكن تكمن المشكلة في كيفية استخدام العلم في هذه الصناعات، حيث استغلت بعض الشعوب هذه الصناعات في تدمير الشعوب الأخرى كما نلاحظ في الوقت الحاضر؛ لذلك يعد العلم سلاح ذي حدين، وذلك بناءً على الهدف منه ومعرفة كيفية استخدامه.
إن العلم ذو أهمية كبيرة في حياة الفرد وحياة المجتمع، ولا يمكن لمجتمع أن يرتقي من غير علم لذلك لا بدّ من أن يكون العلم من أولويات المجتمع والاهتمام به ومعرفة كيفية استخدامه، وأن يكون للاستفادة منه والعمل على اتحاد الشعوب وتوفير سبل الخير للجميع وليس العكس، لذلك تكمن أهمية الوعي العلمي في المجتمع، لمنع أدعياء العلم من الكسب غير المشروع على حساب العامة، وكذلك لا بدّ أن يكون الهدف منه نيل رضا الله سبحانه وتعالى وبذلك الفوز بسعادة الدنيا والآخرة وجنة عرضها السموات والأرض؛ فمن سلك طريقاً في سبيل العلم فقد سلك طريقاً إلى الجنة.
