القمل وبيوضه من المشاكل المُؤرّقة التي من المُمكن أن تتحوّل إلى مصدر خطرٍ عندما تنقلُ الأمراض أو تنشرُ العدوى من شخصٍ لآخر، وهو يُصيب جميع الفئات العمريّة، إلا أنَّه يكثرُ بين الأطفال بسبب قلَّة اهتمامهم بالحفاظ على المسافة بين الأشخاص الآخرين، أو عدم تبادلُ الأغراض الشخصيّة معهُم، وهو ما يجعلُ انتشار عدوى القمل أكثر سهولة. وقمل الرّأس هي حشراتٌ طفيليَّة ذات حجم صغيرٍ يُعادل حجمها حبّة السمسم، وهذا يجعل اكتشافها ورؤيتها أمراً صعباً، وهو يتشبَّث ويتعلّق بإحكامٍ بفروة الرّأس، كما يستطيعُ تثبيتَ بيُوضه بها عن طريق إفرازاتٍ لاصقةٍ خاصَّة.
يتغذى القملُ على دم الإنسان، ويتعلَّق بيضُ القمل، الذي يُسمَّى الصّئبان، بمنابت خُصلات الشّعر الأقرب إلى فروة الرّأس، وتصعُب رؤيتها بسبب صغر حجمها وتمويهها. ويستطيع القملُ التّكاثر بسُرعةٍ والانتشار على الجسد، لكنَّ فترة حياته تكون قصيرة. ولا يعيش القمل في شعر الرّأس فقط، فهو ينقسمُ إلى أنواعٍ يتكيَّف كلٌّ واحدٍ منها للعيش على جُزءٍ مُعيَّن من شعر الإنسان، فمنهُ قمل الرّأس، وقمل الجسد، وقمل العانة.[١]
الصِّفات الأحيائيَّة للقملالقمل حشرةٌ لها ستَّة أرجلٍ تُشبه القرادة، وتنعدم الأجنحة لديها، وتعيش بصُورةٍ دائمةٍ على أجساد الحيوانات أو الطّيور التي تعملُ كمُعيلٍ لها. ومن المُحتمل أنَّ الأنواع التاريخيّة من القمل كانت مُجنَّحة، إلا أنَّها فقدت هذه الخاصيَّة بمُرور الوقت لعدم الحاجة إليها عندما تعيشُ عالةً على شعر كائنٍ آخر، وقد فقدت أيضاً حواسَّ السّمع والشمّ التي كانت لديها في الماضي لعدم حاجتها للبحث عن الغذاء، إلا أنَّها قادرةٌ على الإبصار. ولدى القمل مخالبُ قويَّة في نهاية كلُّ واحدةٍ من أرجلها الستّة لتُساعده على التشبُّث ببشرة مُعيلِه بحيثُ يستطيعُ امتصاص الدَّم بصُورةٍ مُستمرَّة، وعندما يتمسَّك القملُ بأرجله الستّة بإحدى شعراتِ الإنسان فإنَّه قادرٌ على مُقاومة تيَّارات الهواء القويَّة والحركات المُفاجئة، وتعجزُ أصابع الإنسان تماماً عن زحزحته أو إبعاده.[٢]
تصنيفُ القملينقسمُ القمل من حيث غذائه إلى مجموعتين أساسيَّتين، هُما القمل الماضغ والماصّ. والقمل الماضغ له فكٌّ قادرٌ على عضّ الرّيش والوبر والتهام خلايا الجلد الميِّتة، وأما القمل الماصّ فلديه فمٌ ثاقبٌ مُصمَّمٌ لاختراق الجلد وامتصاص الدَّم، ومن القمل ما يعيشُ على الثدييات (مثل الإنسان)، ومنهُ ما يعيش على الطّيور. ويُوجد من القمل الماصّ حوالي 2,600 نوعٍ تعيش في أنحاء مُختلفة من العالم، حيث لا تتأثر هذه الحشرات باختلاف الظّروف الجويَّة؛ لأنَّ الكائن المُعيلَ لها يُوفِّر لها حمايةً كافيةً من ظُروف الطّقس الخارجيّة. وفي الواقع، فإنَّ سلالاتِ القمل تطوَّرت وتنوَّعت لتتناسبَ مع ظُروف وطبيعة الحيوانات التي تُريد العيش مُتطفِّلةً على أجسادها، فكلُّ نوعٍ من الثدييات تقريباً لهُ نوعٌ من القمل خاصٌّ به، فثمَّة قمل للشمبانزيّ، وقمل للغوريلا، وقملٌ للإنسان، وقد يتطفَّل القملُ على نوعٍ غير نوعه المُفضَّل لو احتاج إلى ذلك، فقمل الشمبانزي يستطيع العيش على جسد الإنسان، إلا أنَّ هذه الحالة هي استثناء.[٢]
أعراض الإصابة بالقملمن أهمِّ الأعراض التي يُمكن ترقُّبها للتأكّد من التعرُّض لإصابة القمل ما يأتي:[٣]
بعد القضاء على القمل الموجود على فروة الرأس لن تكون هُنَاك حاجة لاتّخاذ أيّة إجراءاتٍ أخرى، فالقمل الذي يعيشُ بعيداً عن جسم الإنسان (في الملابس مثلاً أو أجزاءٍ من المنزل) لن يستطيع البقاء على قيد الحياة طويلاً دُون مُعيل، وسيموت خلال أيَّام معدودة، وفي حال الرَّغبة باتّخاذ جميع الإجراءات الوقائيّة لتجنّب الإصابة مرّة أخرى فمنَ المُمكن غسلُ الملابس وغلي مُستلزمات الشّعر من أمشاطٍ وفراشٍ في الماء السَّاخن، فذلك سيكونُ كفيلاً بتأمين الحماية منها.[٤]
المراجعالمقالات المتعلقة بكيف أزيل بيض القمل