من أهم مشاكل الشّعر على وجه الخصوص مُشكلة ظُهور قمل الشّعر أو قمل الرَّأس، وهو نوعٌ من الحشرات الضارَّة التي تتغذّى على دم الإنسان، وتمتازُ بكونها كائناتٍ طُفيليَّة صغيرةَ الحجم لها لونٌ أبيض شفَّاف يتحوَّل إلى البني بعد أن تتغذَّى على الدِّماء. ويختلفُ نوع القمل بحسب المنطقة التي يعيشُ فيها من جسم الإنسان، فهو ينقسمُ إلى ثلاثة أنواعٍ رئيسة تُسمَّى: قمل الرأس، وقمل الجسم، وقمل العانة. وعند تعرُّض الشَّخص للإصابة بالقمل تظهرُ لديهِ علاماتٌ عديدة، من أهمِّها تقرُّحاتٌ صغيرة في أجزاء مُختلفة من الجسم، والحكَّة الشَّديدة، وكذلك يُمكن (بمُساعدة عدسةٍ مُكبِّرة على وجه الخُصوص) رُؤية حشرات القمل البالغة وهي تزحف على الشَّعر، أو رؤية تجمُّعاتِ بيضها المزروعة عندَ منابت الشَّعر لدى الشّخص المُصَاب. وتنتشرُ الإصابة بآفة القمل بين الناس بطُرُقٍ ووسائل مُختلفة يُوضِّح هذا المقال أهمَّها.[١]
الوصفيتراوح طول ذكر القَمْل ما بين مللِّيمترين إلى 3.5 مللِيمترات، وأما الأنثى فمن 3.5 إلى 4.5 ملم. رأس هذه الحشرةُ مخروطيُّ الشّكل وطويلٌ قليلاً، ويتَّصل به زوجٌ من قرون الاستشعار، لكنها تفتقرُ تقريباً إلى العُيون (فهي إمَّا ضامرةٌ أو غير موجودة)، ويختلفُ شكلُ فمها من النَّمط الثاقب الماصِّ إلى الفكِّ الماضغ حسبَ فصيلتها. وهي لا تمتلك أيَّة أجنحة، ولدى كلِّ واحدةٍ من أرجلها مِخلبٌ معقوف يُشبه الخطَّاف ليُساعدها على التشبًّث بجسم ضحيَّتها. وتتنفَّس هذه الكائنات عبرَ ثُقوبٍ تنتشر على جوانب بطنها.[٢]
مُشكلات القملالقملُ هو حشرةٌ صغيرة الحجم للغاية، تمتازُ بافتقارها للأجنحة، وبكونها تعيشُ حياةً طُفيليَّة بوصفها آفة، فالقمل لا يُصيب الإنسان فقط، بل هو ينتشرُ بين العديد من أنواع الثدييات والطُّيور التي يعيشُ مُتخفِّياً بين شعرها وريشها ليمتصَّ دمها مرَّة بعد مرَّة. وعدا عن أنَّ الإصابة بالقمل تُسبِّب الهرش الحادَّ والحكَّة الشَّديدة، فهي قد تُؤدِّي دوراً أيضاً في نقل أمراضٍ خطيرة، مثل مرض التيفوس الوبائي الذي يُمكن أن يؤدي إلى الوفاة. لكن لا تعيشُ جميعُ أنواع القمل على امتصاص الدِّماء، فمن أنواعه أيضاً ما يعيشُ على المضغ ويتناول غذاءً نباتياً وعُضوياً، وفي الواقع تبلغُ أعداد القمل الماضغ في الطَّبيعة عشرة أضعاف القمل الماصّ.[٣]
أنواع القملينقسمُ القمل إلى فصائلَ وأنواعٍ عديدة، إلا أنَّ ثمّة ثلاث مجموعاتٍ أساسيَّة منهُ تُصيب جسم الإنسان، وهي:[٢]
تتألَّف دورة حياة القَمْل من عِدَّة مراحل، يُمكن تقسيمها إلى ثلاثٍ أساسيَّة، هي البيضة، والحوريّة، والبُلوغ. تُفضِّل مُعظم أنواع القمل وضع بيضها (التي تُسمَّى أيضاً الصِّئبان) على منابت شعر جسمِ الكائن المُضيف، إذ تُفرز القملة مادَّة لزجة تجعل بيوضها تلتصقُ بأطراف خُصلات الشعر، كما يُمكن أن يُوضع البيض في ثنايا ملابس الإنسان.[١] ويكون شكل بيض القمل على شكل قطراتٍ بيضاء تُشبه دمع العين، وتُسمَّى الصِّئبان. يفقس بيض القمل بعد مرور ستّة إلى عشرة أيَّامٍ على وضعه، ويُمكن أن تبقى قشرة البيضة في بعض الأحيان مُعلَّقةً بالشّعر بعد الفقس، ويصعُب تمييز ما إذا كانت تحتوي على جنين القمل أم لا. وبعدَ نُضوج البيضة تخرجُ منها الحوريّة، وتبدو شبيهةً بالحشرة البالغة إلا أنَّ لونها أبيض أو شفَّاف، وهي تتغذّى على دم فروة الرّأس، وتعيشُ مُدَّة 10 أيام إلى 20 يوماً، تمرُّ خلالها بعدَّة انسلاخاتٍ لغلافها الخارجي تُهيِّئها للبُلوغ، حيثُ تتطوَّر الحوريّة لتُصبح قَمْلَةً مُكتملة النموّ. ويتميَّز القملُ البالغ بلونه البنيّ أو الرماديّ، ويعيشُ لمدّة ثلاثين يوماً على جسمِ مُعيله، قد يضعُ خلالها عدداً يتراوحُ من 200 إلى 300 بيضة.[٢]
أسباب ظُهور القمل إهمال النظافةتُفضِّل حشرة القمل العيشَ في الأماكن التي لا تتعرض للماء، فالشعر الذي يتعرض للماء، وكذلك الجسم الذي يُغسَل يوميّاً بالماء، أقلُّ عرضةً للإصابة بالقمل، فالقمل يُحِبُّ الأماكن الجافة التي لا يصلها الماء، ويُفضّل المناطق التي تفرز العرق والدُّهون المُتراكمة، ممَّا يجعلهُ مثاليّاً للجسم الذي لا يستحمّ. ويُفضِّل القمل الانتقال من الجسم عبر الملابس المُتَّسخة التي تكثر فيها الأوساخ والرَّوائح الكريهة، فهي عُرضة لزحف القمل فيها. من هذا المُنطَلق، تزداد عدوى القمل عادةً في البيئات والأحياء المُتَّسخة أو المُتكدِّسة بالسكَّان والتي لا تتلقى خدماتٍ جيِّدة، ومن أمثلة ذلك مُخيَّمات اللاجئين وتجمُّعات المُشرَّدين.[١]
العدوىمن أسهل وأهمِّ أسباب الإصابة بالقمل الاحتكاكُ المباشر بشخصٍ مُصابٍ، أو تشاركُ الأغراض الشخصيَّة معه. مُجرَّد تبادلِ قطع الملابس يُمكن أن يكونَ كافياً لانتقال القمل بين شخصين، كما أنَّ الأغراض الشخصيَّة وخُصوصاً مُستلزمات الشّعر من أمشاطٍ وفراش تُسبِّب انتقال عدوى القمل بسُهولةٍ بالغة. عدا عن ذلك، فإنَّ اللَّمس المُباشر للشَّخص المُصاب بحدِّ ذاته يكفي أحياناً لانتشار العدوى، ولهذا السَّبب فإنَّ الأطفال الصِّغار (بصُورة عامَّة من تتراوحُ أعمارُهم من ثلاث سنواتٍ إلى عشرة، وخُصوصاً أطفال الرَّوضة) هُم الأكثر عُرضةً لالتقاط عدوى القمل، وذلك لأنَّهم يتلامسون بطريقةٍ مُتكرِّرة مع أصدقائهم في المدرسة أو الحضانة، ويتشاركون معهم أشياءهم، فينتقلُ القمل من طفلٍ إلى آخر. لنفس السَّبب يُمكن أن تتعرَّض عائلات الأطفال أيضاً للعدوى ومنهم، وبصُورة عامَّة، يُعتَبر الإناث أكثر عرضةً للإصابة من الذّكور.[٤]
المراجعالمقالات المتعلقة بما أسباب ظهور القمل