لا عجب في الاهتمام المبالغ فيه من قبل الدول العظمى والمتقدمة بكافة الأمور والنواحي التي تطور العلوم وترتقي بها، فكل نهضة هذه الدول قامت على تطوير العلوم، وتحسين المخترعات، من أجل الحصول على حياة أفضل للإنسان، إذ يعتبر العلم من المرتكزات الأساسية والرئيسية لنهضة الشعوب والأفراد، كما يعتبر من أهم عناصر النجاح والتفوق بالنسبة للأفراد، عدا عن كونه يسبر أغوار المجهول، ويبرز ما خفي من الأمور.
أهمية العلم بالنسبة للفرد والمجتمعيعتبر وسيلة هامة من وسائل الوصول إلى الأمن والسلم والاجتماعيين، وذلك من خلال تشريع القوانين التي تلائم حياة الإنسان، من خلال المشرعين الواعين والمتفهمين لظروف الناس وأحوالهم، بالإضافة إلى قدرته العالية على التقليل من نسب الجريمة المرتفعة والمنتشرة في بعض المجتمعات، حيث يساعد العلم على تقديم النظريات والحلول التي تسهم في إعادة تأهيل المجرمين، حتى يكونوا قادرين على استثمار طاقاتهم بالشكل الأمثل والطريقة الفضلى مما يسهم في التقليل من معدلات الجريمة، وزيادة رقي المجتمع في الوقت ذاته.
أيضاً فإن للعلم قدرة تنبؤية عالية وهامة، إذ يساعد على الكشف عن النتائج بناء على المعطيات في كافة المجالات والصعد، وربما يكون المجال الاقتصادي المجال الأبرز الذي يبرز هذه الناحية الهامة، وتساعد هذه العملية على تحسين الخطط المختلفة، وضبط تنفيذها من أجل الوصل إلى النتائج الفضلى المرجوة.
كما يساعد العلم على تحسين حياة الأفراد الاقتصادية بشكل كبير جداً، إذ إنه من الممكن أن تنقلب حياة الإنسان رأساً على عقب في حال استطاع الوصول إلى اختراع يفيد الناس، لم يُتوصَّل إليه قبل ذلك، وذلك من خلال لهفة الناس على استعمال، ورغبتهم باقتنائه في معظم الحالات.
العلم والمؤسسات التعليميةالمؤسسات التعليمية على اختلافها هي المصدر الأول للعلم، وهي التي تشع بهذا النور العظيم، ولو كان هناك حاجز بين الشمس والناس لما استطاعوا الاستفادة من ضوئها بالشكل الأمثل، وهذا نفسه ينطبق على المؤسسات التعليمية المختلفة، إذ إن الحواجز اليوم بينها وبين الناس في الدول النامية عديدة، فقد تتشكل حواجز مالية تمنع الناس من الاستفادة مما تقدمه هذه المؤسسات من خدمات، وقد تنتج عوائق أخرى تحد من قدرتهم على الاستفادة إلى أقصى حد من العلم المقدم ويمكن القول أن أهم هذه العوائق رداءة الأساليب التعليمية في بعض هذه المؤسسات، إذ لا زالت تعتمد اعتماداً رئيسياً على الطرق التقليدية التي لم تعد تسمن أو تغني من جوع، حيث أن مثل هذه الطرق أصبح لها نتائج وآثار سلبية بدلاً من أن تكون ذات آثار إيجابية، لهذا فإنه قد أصبح من الواجب أن يكون هناك عناية أكبر بهذه المؤسسات التي تعتبر ركيزة نهضة الشعوب الأساسية في كافة أرجاء العالم.
المقالات المتعلقة بفوائد العلم على الفرد والمجتمع