يُشاع استخدام بيكربونات الصوديوم -التي تُسمّى أيضاً باسم صودا الخبز وكذلك بيكربونات الصودا- في العديد من التطبيقات خُصوصاً بالمجالات الغذائية والصّحّيّة، والصّيغة الكيميائية لهذه المادة هي Na2CO3، ويتألّف المُرَكَّب من غازات الهيدروجين والنيتروجين ممزوجة مع الكربون والصُّوديوم والأكسجين، ويأتي على هيئة مسحوق أبيض عديم الرائحة ذي طبيعة بلوريّة وقابل للذوبان والانحلال في الماء، ويتفكّك هذا المُركّب بصُورةٍ طبيعيّةٍ لو تمّ تسخينه لدرجة حرارة 50 مئوية أو أكثر؛ حيث يُؤدّي تفككه إلى تحريرغازات ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء، ومركّب كربونات الصوديوم.[١]
وتُستعمل بيكربونات الصوديوم في المطبخ لصُنْع الخمائر التي تُساعد على تحضير العجين والخبز، أو كنوع من المستحضرات التجميليّة للعناية بالبَشَرَة، كما يُستَفاد منها لتخفيف حُموضة المعدة، وفي تصنيع بعض المُنتجات الكيميائية التي من أهمّها مادة إطفاء الحرائق.[٢]
يمكن الحصول على بيكربونات الصوديوم في الكثير من الأماكن والصَّيدليات بسبب انتشارها الواسع، ويمكن الحصول عليها على هيئة خميرة من محلات الأغذية أو على صورة دواء، حيث إنَّ بيكربونات الصوديوم تُعتبر من أرخص المواد الدوائية المتوفّرة في الأسواق، ويُمكن شراء صندوقٍ كامل منها بسعرٍ يقارب الدولار الواحد، ويتناولها العديد من الناس لعلاج مُشكلات الحموضة لديهم أو آلام المعدة.[٣]
يمكن استعمال بيكربونات الصوديوم في تنظيف أيّ جزء من المطبخ تقريباً، ومن ضمن ذلك ما يأتي:[٤]
يُمكن تناول بيكربونات الصوديوم مُوزَّعة على أربع جرعاتٍ لليوم الواحد تؤخَذ وفقاً للحاجة، ويُفضّل تناولها بعد ما يتراوحُ من ساعة إلى ساعتين من وجبة الطعام، وشُرب كأس كامل من الماء معها، ولكن أيضاً لا يُستحسن أخذها عندما تكون المِعدة مُمتلئة تماماً، ويجب حلّ مساحيق بيكربونات الصوديوم فيما لا يقلّ عن 120 ملّيمتراً من الماء قبل شربها، ولا يجب أخذ هذه المادّة للعلاج لأكثر من أسبوعين دون استشارة الطبيب، وإذا لم يكن لها أي أثر إيجابيّ على المريض فيجب عليه التواصل مع الطبيب.[٥]
يُستفاد من بيكربونات الصوديوم في علاج أعراض صحية مُختلفة؛ حيث يُمكن تناول هذه المادة عند الإحساس بحُرقة المعدة لأنها تساعد على تنظيم مستوى الحُمُوضة في الجسم، كما أنَّها قد تُساعد على مقاومة بعض تسمّمات الأدوية، وفي تعويض نسبة البيكربونات بالجسم في حال انخفاضها أو فقدانها.[٦] تبدأ بيكربونات الصوديوم تفاعُلاتها في المعدة حال تناولها وبسُرعة شديدة؛ حيثُ يجب عدم نتناولها لهذا الغرض إلّا لتخفيف الألم بصُورة مؤقتة، وأما في حال مُواجهة المريض لمشكلاتٍ دائمة من حيث آلام المعدة؛ فإنَّ عليه مراجعة طبيب مُختصّ لتحديد علاج فعَّال له.[٧]
ولنفس السَّبب المتعلّق بتنظيم مستوى الحُمُوضة في الجسم؛ تُفيد بيكربونات الصوديوم أيضاً بتخفيف حموضة البول، ممَّا يعودُ بآثار إيجابية على الكِلى لدى الإنسان. أحد المُشكلات الشائعة التي تُصيب الكلية الحصوة والنّقرس، وقد يُساعد تناول البيكربونات على الوقاية منهما كليهما، كما قد تقي أو تعالج أمراضاً أيضيَّة مُعيّنة تنتج عن داء الكلية. علاوةً على ذلك، تُفيد بيكربونات الصوديوم في زيادة فعاليات أنواع معيّنة من الأدوية، بينما قد تُفيد في تخليص الجسم من زيادة مستوى أدوية أخرى فيه.[٧]
تدخلُ بيكربونات الصوديوم في صناعة خميرة ذَرور الخَبز (بالإنجليزية: Baking Powder)، وهي عبارة عن مسحوق أبيض ناعم يضيفه الخبّازون إلى عجينة دقيق القمح قبل خبزها، وذلك لتنتفخ ويتعدَّلَ قوامُها. تُساعد المواد الكيميائية الموجودة في خميرة الخُبْز على توليد غاز ثاني أكسيد الكربون من السائل الموجود بالعجين، مثل الماء أو الحليب، ويتَّخذُ عندها هذا الغاز هيئة فقاعات داخل العجينة، وبُمجرّد تسخينها تتمدَّدُ الفقاعات العالقة بالداخل فتؤدي إلى انتفاخ الخبز.[٨]
وتحتوي جميع أنواع البيكنغ باودر على كميَّة من بيكربونات الصوديوم، يُضَاف إليها النشا ومواد حمضيَّة، ويُحافظ النّشا على القِوام الجافّ للمسحوق ويمنعه من أن ينشط كيميائياً حتى يُضَاف إليه الماء، أمّا بيكربونات الصوديوم فهي تتفاعل مع الموادّ المكوّنة للأحماض ليتحوَّل جزءٌ منها إلى ثاني أكسيد الكربون، وتتفاوتُ هذه المساحيق في سُرعة تفاعلها كيميائياً؛ فبعضُ فئاتها - خصوصاً التي تدخلُ بتكوينها الكبريتات - تكون أبطأ بكثير ولا تتفاعل إلّا تحت الحرارة القويّة، وأمّا تلك المُكوَّنة من الفوسفات فإنها تتفاعل بسرعة وبطريقة جيدة أثناء خلط الخميرة بالعجين ومن ثمَّ خبزها.[٨]
تُعبّأ أجهزة إطفاء الحرائق بمواد غير قابلة للاشتعال، وتكونُ قادرةً على عزل الأكسجين عن الموادّ المُشتعلة أو تتدخَّلُ في التفاعل الكيميائي الذي يُسبّب الاشتعال بحيث تُوقفه، وتدخل بيكربونات الصوديوم في صناعة هذه الأجهزة، حيث يُمزَجُ محلولها مع أحماضٍ كبريتية، لأنَّ هاتين المادَّتين - عندما تتفاعلان - تُنتجان غاز ثاني أكسيد الكربون، الذي يعملُ كعازلٍ يُوقف التفاعلات التي تُنتج النِّيران.[٩]
مع كل الفوائد التي يُمكن أن تؤدّيها بيكربونات الصوديوم في صناعة الغذاء والعلاج، إلّا أنّ هناك سلبيات وأضرار قد تنتجُ عند استعمالها بشكل مبالغ فيه؛ لذلك يجب الحذر عند استخدام بيكربونات الصوديوم والحرص على استخدام كميّة صغيرة ومناسبة منه، خاصّةً في حال الشعور بأيّ نوع من التهيّج الجلدي أو التصلّبات العضلية؛[٦] ولذلك فإنّ من المهمّ عدمَ السّماح للأطفال الذين يبلغون من العمر ست سنوات أو أقل بتناول بيكربونات الصوديوم، وإجمالاً فإن من المُستحسن أخذها بنصيحة الطبيب؛ للتأكّد من الحاجة إليها وليس إلى أنواع أخرى من الأدوية.[١٠]
وبصُورة عامَّة، قد تنتجُ عن تناول هذه المادة الأعراضَ الجانبيّة الآتية:[٦]
المقالات المتعلقة بأين أجد بيكربونات الصوديوم