متى يبدأ وقت الضحى

• ١ صلاة الضحى
• ٢ وقت صلاة الضحى
  • ٢.١ عدد ركعات صلاة الضحى
  • ٢.٢ الفرق بين صلاة الضحى وصلاة الإشراق

سنّ الرسول محمّد عليه الصلاة والسلام على المسلمين عدداً من الصلوات النوافل ذات الأجر العظيم، ومنها صلاة الضحى وحكمها سنّة مؤكّدة، وهي من الصلوات المستحبّة التي وردت عن النبيّ عليه الصلاة والسلام وتثبتت عنه، حيث صلّاها كأنّه لم يتركها قط، كما تركها كأنّه لم يصلّها قط، وذلك كي لا يفرضها المسلمون على أنفسهم وتصبح بحكم صلاة الفرائض.

يبدأ وقت صلاة الضحى مع ارتفاع الشمس مقدار رمح في السماء، ويحدث ذلك بعد 15 دقيقة من بزوغ الشمس، وهذا ما نصّت عليه المذاهب الإسلاميّة الأربعة، والدليل على ذلك ما ورد عن عمرو بن عبسة رضي الله عنه: (قدِم النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المدينةَ، فقدِمْتُ المدينةَ، فدخلتُ عليه، فقلتُ: أخبِرْني عن الصلاةِ، فقال: صلِّ صلاةَ الصُّبحِ، ثم أَقصِرْ عن الصَّلاةِ حين تطلُعُ الشمسُ حتى ترتفعَ؛ فإنَّها تطلُع حين تطلُع بين قرنَي شيطانٍ، وحينئذٍ يَسجُد لها الكفَّارُ، ثم صلِّ؛ فإنَّ الصلاةَ مشهودةٌ محضورةٌ، حتى يستقلَّ الظلُّ بالرُّمح) [رواه مسلم].

أما أفضل وقت لصلاة الضحى فيكون إذا ارتفعت الشمس في السماء واشتدت حرارتها، وهكذا هي صلاة الأوّابين، وهذا ما أجمع عليه كل من المذهب الحنفيّ والشافعيّ والحنبليّ، واستدلّوا عن ذلك مما روي عن زيد بن أرقم بأنه قال (خرَجَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم على أهلِ قُباءٍ، وهم يُصلُّونَ الضُّحى، فقال: صلاةُ الأوَّابِين إذا رَمِضَتِ الفصال من الضُّحَى) [رواه مسلم]، ويفضل للمسلم أن يصليها مع بدأ وقتها إذا ما خشي أن يغفل عنها بسبب عمله أو دراسته.

ينتهي وقت صلاة الضحى مع بداية زوال الشمس من وسط السماء، أي مع اقتراب دخول وقت صلاة الظهر وقبيل بدأ وقت زوال الشمس بفترة قصيرة، وقدر العلماء ذلك بربع ساعة أو ثلث ساعة قبيل دخول وقت صلاة الظهر، وقد نهى الرسول عليه السلام من أداء صلاة الضحى في وقت الزوال لكونه الوقت الذي تسحر فيه جهنم.

أدنى عدد لركعات صلاة الضحى هو ركعتان، وهذا ما أجمعت عليه المذاهب الإسلامية الأربعة، أما أقصى عدد من ركعات صلاة الضحى فكان موضع خلاف بالنسبة لعلماء وفقهاء المسلمين، حيث رأى الفريق الأول بأنّ أقصى عدد لركعات صلاة الضحى هو ثماني ركعات، وهذا ما أجمع عليه كل من المذهب المالكي والحنبلي والشافعي على المعتمد، أمّا الفريق الثاني فرأى أنه لا حد لأقصى ركعات صلاة الضحى، وهذا ما اجمع عليه كل من ابن جرير الطبري وابن عثيمين وغيرهم.

فرق علماء المسلمين ما بين صلاة الضحى وصلاة الإشراق، فجعلوا لكل منها وقتاً محدداً لصلاتها، حيث تسبق صلاة الإشراق صلاة الضحى إلا أن كل منها تجزئ عن الصلاة الثانية، وتكون صلاة الإشراق لمن يصلي الفجر، ويبقى جالساً في مصلاه -سواء كان في المسجد أو المنزل- إلى أن ترتفع الشمس في السماء ثمّ يصليها، أما صلاة الضحى فتكون حين يشتدّ وقت الضحى.