ما هي فوائد الإحسان إلى الجار

الإحسان إلى الجيران

تتعدّد أنواع العلاقات الإنسانية التي يرتبط الإنسان بها خلال حياته؛ حيث تُضفي هذه العلاقات المختلفة معاني جميلة على الحياة، وتوفّر جوّاً من الألفة والمحبة للإنسان؛ يمكنه من خلاله بناء ذاته، وتحقيق طموحاته، وإشباع النواحي الإنسانية في داخله، وتحقيق التكامل الروحي الراقي المنشود لديه.

من بين أبرز العلاقات الاجتماعية تلك العلاقة السامية التي تربط الإنسان مع جيرانه، وشركائه في مكان السكن، والإقامة؛ فهذا النوع من العلاقات قديمٌ جدَّاً، وهو أساسي إلى حدٍّ بعيد في بناء مجتمع قويٍّ متماسك، ذي أساسات متينة قادرة على تحمل الهزات العنيفة التي قد تصيبها من وقت إلى آخر.

من مقتضيات هذه العلاقة الحميدة الإحسان إلى الجيران جميعهم، ومهما كانت مللهم، وأعراقهم، وألوانهم، ومهما كانوا مختلفين من ناحية العادات والتقاليد، فالجيرة علاقة إنسانية بالدرجة الأولى لا علاقة لها بأيّ شيء آخر. فيما يلي بعض الفوائد الناتجة عن الإحسان إلى الجيران.

فوائد الإحسان إلى الجيران

• الحصول على مجتمع قوي البنيان، متماسك، ومتراحم، كالجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه جزء تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، وهذا يعمل بشكل أو آخر على منع تسلل الفتن، أو المشكلات صغيرة كانت أم كبيرة، كما أنّ ذلك يُعَدُّ مؤشراً قوياً على أخلاقية المجتمع.
• تضاؤل حجم المشكلات الاجتماعية؛ فعلاقة الجيرة من العلاقات التي لها اعتبارها، وهي كفيلة على الأقل بالتقليل من معاناة الفقراء، خاصّةً إذا كان الجيران الأغنياء على قدرٍ عالٍ من الإنسانية؛ حيث يمكنهمتقديم المساعدة لجيرانهم الفقراء، كما أن الجيرة الحسنة تُقلّل من الجرائم، فالجيران عندئذ سيحمون بعضهم البعض، كما أنّهم سيكونون قادرين على كشف كل غريب يحاول التسلل بينهم، وتنفيذ مخططه القذر.
• قد يكون في الإحسان إلى الجيران فرصة لعكس صورة حسنة عن العادات، والتقاليد، والمعتقدات، خاصّةً إذا ما تغرَّب الإنسان عن وطنه، وهذا يساعد على تغيير الصورة النمطية التي قد تكون سلبيّةً في بعض الأحيان عن أهله، وكلّ ما يتعلق به. إلى جانب ذلك، فإنّ الإحسان إلى الجيران سيزيد الود، والحب معهم، وهذا يُعتبر باباً للتعرّف على ثقافاتهم إن كانت مختلفة عن الثقافة السائدة.
• اطمئنان رب الأسرة على أفراد عائلته إذا اضطرّ إلى الابتعاد عنهم لأيّ ظرف كان؛ فالجيران الأوفياء الّذين يُعتبر الإحسان ديدنهم سيحفظون أهل جارهم، وعرضه، وماله في غيابه كما في إقامته ووجوده.
• تضاؤل حجم القضايا العالقة في المحاكم والناتجة عن سوء تعامل الجيران مع بعضهم البعض، ممّا يُوفّر المجهودات، والأوقات، والأموال، على الجميع دون استثناء.